" أُنَنَة "
بقلم / نورة يوسف
انخشِاش :
من ضَعفٍ خُلقنا وإلى ضعفٍ نعود ..! كَ هم وأنتم وأنا .. نتعاقب وأيامنا ، نمضي وآلامنا ، نتلاشى ككثير من أوهامنا ،
نموت كأحلامنا ، على قيد العيش لا نحيا وعلى هامش الحياة لا نعيش .
وحين نرحل نترك أكواماً من ركامنا ..ذلك الذي إن لم يفسد شيئاً قد لا يصلح لشيء .
نزيد على الدنيا وتظل تنقصنا نتعاطاها وإن لم نُعطَّ من لذيذها إلا ما دُسّ سمّه في سائغه ،
نكترثها ولا تلقي لنا بالاً ، نولعُ بها شغفاً وهي تلك الولعة باللامبالاة .
وأنا الأنِنَة ..
عابرةٌ كمن سبقوني لا أظلّ طويلاً دون أن أضِل
ولي مع الهداية كل يوم بداية !
كثيرةُ الجد طويلةُ الوجد وقصيرة الجَلَد..!
ربيبة الرياض صفية البياض ، صديقة النقاء ، خدينة الوفاء .حيية ندية أبية ، وخلف قلبي امرأة شقية تتضور حزناً يتضوعها !
يرثيني البكاء إن صمتُّ .. ويبكيني رثائي إن كتبتُّ ، تراودني ضجة الصخب عن قرير صمتي ويرديني ضجر الثرثرة حين لا تفصح ..!
أتجشم عزلتي كثيراً لألوح للحياة بيد ذابلة ونصف ابتسامة ..
ثم أعود لذاتي المنعتقة عن كل شي الغارقة في التلاشي لأمْثُلَ للوجود .. كَ بائسةٍ تُمَثِّلُ السعادة في صمود !!
تتكرر أمامي الوجوه والأسماء وتتكاثر الأحداث والمواقف لا أكترث كثيراً .. ولا أدري هل يكترث بي خلف تلك الوسوم اللامبالية وتلك النظرات العابرة .. !
" كل ما في الأمر أني كنت تحت خط الحياة بسطورٍ وعصور "
وأما أنا الآن
فقد نفضت رماد ذاكرتي المكلومة وغسلت أوردتي المسمومة ونقشت جراحي الموسومة ، لفظت أيامي المصلوبة وأنفاسي الموصوبة ، وطهرت البين مما بيني وبينها ..
أدركتُ بلاهتي إذ لـ هباء .. قد وهبتُ صالحي
ولآثمِ الظن صدقي و لأحلك السرائر نقائي
حين كفنت بصيرتي وقرّضت بصري ، لتتراءى لي السوءات غيماً أبيضاً وندفاً ندياً.
كنت أدرك أن قلبي ليس بصحة جيدة وأن اندفاعاتي وشيكة الارتطام فسقطتُّ بهوّة وارتطمتُ بقوة ..!
وثم .. "بعد أن أوصدت قواميس الألم وصمَمْتُ نواقيس البكاء وختمتُ التأبين بالعزاء "
..عدتُ صالحة للحياة من جديد..
غير أني لا أصلح لإحيائها أو لأحيائها
فالأول لستُ أهلاً له والآخرون ليسوا أهلاً لي
فيكفي أن أغرس قلبي فسيلة بيضاء
إن لم يثمر جدوى فهو لن يورث عداء ولا عدوى
وكل ما في الأمر الآن أني أعيش بقلبي في زمن اللامكان .. والمكان الذي لا يتصل بالزمن..!
* كاتبة