البحث عن الهوية
بقلم / محمد مطر العنزي *
إن أصعب الطرق وأخطرها في الحياة هو طريق البحث عن الهوية فعندما يأتي المرء إلى هذه الحياة يكون له بصمة إبهام خاصة به لا ينازعه عليها أحد ، وهذه معجزة من معجزات الخالق سبحانه وتعالى الذي خلق البشر أشكال وألوان وسجايا وطباع مختلفة ليتشكل الطيف البشري بجميع أنواعه !
ومن هذا المنطلق يكون لكل شخص هويته الاجتماعية حسب ما قدر الله لها أن تكون فمن آمن واقتنع بهذه الهوية كتب الله له الراحة والسعادة في الحياة الدنيا والرحمة والمغفرة في الدار الآخرة ومن لم يؤمن ولا يقتنع بما كتب له الله من هوية في هذه الحياة سوف يواجه خزي الدنيا وعذاب الآخرة بسبب ما يرتكبه الباحث عن الهوية المفقودة من أخطاء بحق نفسه والآخرين من حوله ، ولنتعرف على هذه الفئة الضالة من فاقدي الهوية
من خلال بعض الصفات التي يتميز بها هؤلاء: أولا الجشع المادي ، ثانيا النفاق الاجتماعي ، ثالثا الحسد ، رابعا الظلم .
ولكل صفة من هذه الصفات دورا مهما عند هؤلاء في البحث عن الهوية الاجتماعية المفقودة لديهم !!
ماديا يحاول فاقد الهوية أن يبتز أو يتسول أو يسرق ليحصل على المال الذي يجعله من علية القوم، أما النفاق نجد هذا الشخص حاضرا في كل محفل من محافل الحياة من الندوات الدينية إلى صالات الأفراح والمناسبات انحدارا إلى أوكار الرذيلة يمدح هذا ويذم ذاك وذلك بغرض البروز اجتماعيا على جميع الأصعدة واثبات الوجود المفقود في قرار نفسه
الحسد هو محاربة أهل الشرف والكرامة الذين يتميزون بها عنه ، الظلم ان يقوم هذا الفاقد للهوية بتوجيه سهام الغدر لكل من يشعر بأنه اكبر منه مكانة اجتماعية من تشويه سمعه أو طعن بالعرض والأخلاق محاولا تهميشهم اجتماعيا ليصعد على أكتافهم ويصل الى هويته الوهمية التي لن يصل اليها لأنها بالأساس غير موجودة على ارض الواقع وإنما الموجود هو ما كتب الله له من بصمة وشخصية تميزه عن الآخرين ولو رضى بها لا حاز على رضى الله والنَّاس اجمعين وهذه الهوية هي هوية الإنسان المؤمن القنوع بما كتب الله له وقسم
فلا عيبا اكبر من عيب دناءة النفس ولا مجدا اكبر من مجد عزتها فليعيش الرجل ذئبا مجهولا خير من ان يعيش كلباً معروفا يتعارك مع الكلاب الضالة على بقايا الجيف النتنة .
* كاتب وشاعر