قبس التنزيل من هدايات الفاتحة
بقلم الأستاذة / مضاوي القويضي *
كم جميل البحث في هدايات القرآن الكريم و الاغتراف من كنوز ه التي لا تنفد وجمال آياته الكريمة التي هي شفاء لما في الصدور وراحة للنفس وهدى ونور ليرشد الحيارى إذ هو النبراس في دياجير الظلمة . وهو الكتاب الذي خلد اللغة العربية وهو محفوظ في القلوب هو نور في الدروب فيه أحسن القصص وأعظم العظات والعبر ، ﴿إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ﴾ ، إنا نحن الذين نزلنا هذا القرآن على قلب محمد صلّى الله عليه وسلّم تذكيرًا للناس، وإنا للقرآن لحافظون من الزيادة والنقصان والتبديل والتحريف.
- المختصر في التفسير
وسورة الفاتحة على إيجازها فهي تضم بين آياتها الكريمة أنواع التوحيد الثلاثة الربوبية والألوهية والأسماء والصفات في تلاوتها نعيم لكل من قرأها ، سورة هي الصلاة فلا تصح الصلاة إلا بها ، سورة الفاتحة ضمت فضائل جمة لا تنتهي .
ومن أجل التفاسير التي تناولت تفسير القرآن الكريم هو تفسير تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن المعروف بتفسير الشيخ السعدي للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى ، والذي قد اتخذته مرجعاً لمقالاتي حول تفسير القرآن ، لأميط اللثام عن هدايات سور القرآن الكريم وهذا ما جاء في تفسير السعدي .
{ بِسْمِ اللَّهِ } أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى, لأن لفظ { اسم } مفرد مضاف, فيعم جميع الأسماء [الحسنى]. { اللَّهِ } هو المألوه المعبود, المستحق لإفراده بالعبادة, لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال. { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء, وعمت كل حي, وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله. فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة, ومن عداهم فلهم نصيب منها. واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها, الإيمان بأسماء الله وصفاته, وأحكام الصفات. فيؤمنون مثلا, بأنه رحمن رحيم, ذو الرحمة التي اتصف بها, المتعلقة بالمرحوم. فالنعم كلها, أثر من آثار رحمته, وهكذا في سائر الأسماء. يقال في العليم: إنه عليم ذو علم, يعلم [به] كل شيء, قدير, ذو قدرة يقدر على كل شيء. للبسملة
إن القرآن الكريم لمعجز بكل حرف فيه نزل بلسان عربي مبين ﴿الر تِلكَ آياتُ الكِتابِ المُبينِ﴾
وهو معجز تحدى الله به الأنس والجن فما استطاعوا الإتيان بمثل بديع نظمه وعظيم آياته الكريمة ﴿قُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَالجِنُّ عَلى أَن يَأتوا بِمِثلِ هذَا القُرآنِ لا يَأتونَ بِمِثلِهِ وَلَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهيرًا﴾
[ولما كان المشركون يَتَذَرَّعون بأن هذا القرآن من جنس ما يقوله البشر، واقترحوا تبديله تحدّاهم الله بالإتيان بمثله، فقال: قل - أيها الرسول -: لئن اجتمع الإنس والجن كلهم على أن يأتوا بمثل هذا القرآن المنزل عليك في بلاغته، وحسن نظمه، وجزالته، لن يأتوا به أبدًا ولو كان بعضهم لبعض معينًا ونصيرًا.]
- ا[لمختصر في التفسير] وهذا الذكر الحكيم
افتتح بهذه السورة العظيمة هي الرقية وهي الشافية وهي أم الكتاب أم القرآن وهي الكنز والسبع المثاني
وختاما أقول إنا نحن محظوظون بكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه سبحان من أنزله وحفظه من التحريف لنتلوه فيريح أنفسنا ويزكي أرواحنا وينير العقول والصدور .
* بكالوريوس آداب دراسات الإسلامية ، باحثة ماجستير في القرآن الكريم و علومه
1 ping