احنا اللي دفناه سوا
بقلم الأستاذ / عبدالله العنزي *
هذه الحكاية يحكى أنها من الماضي البعيد حصلت في أحد الدول العربية ممن يشتهرون بالحكمة والطرافة أن رجلين كانوا مسافرين وكان برفقتهم تكرمون حمار يتناوبون ركوبه وبما أن مسافة سفرهم لطلب الرزق طويلة والمياة شحيحة فإنهم يتبعون طرق السفر التي تمر بالواحات ليستريحوا ويوفرُ حاجتهم من الماء وأثناء مرورهم بأحد هذه الواحات مرض حمارهم ومات وجلسوا ينتظروا عسى أن تمر قافلة يقلونهم معهم لوجهتهم إلا أنه لم يمر بهم أحد ولشدة الحر تعفن الحمار وطلعت له ريحة مزعجة واتخذا قرار بدفنه أن يحفروا حفرة لذلك الغرض وطبعا كان لديهم الفراغ فدفنوه ووضعوا الحفرة على شكل قبر وبعد يوم مر بهم ناس متوجهين لزيارة أحد المزارات المعروفة أيام الجهل والتعبد بالقبور والحجر الله المستعان سألوهم عن هذا القبر فقالوا أن هذا القبر لصالح كان يرافقنا ومات ودفناه فقال السيارة أن سمحتم لنا بزيارته سوف نعطيكم المال والأكل ، فأستغرب الشخصان من هذا الكلام وسمحو لهم بذلك وفعلاً اعطوهم وبما أن هذه الخرافات لاتقدم ولاتؤخر وانما يرجع الأمر لاعتقادات وهمية فقد حس مريضهم بتحسن فهو يبدو انه لم يكن يعاني من أي مرض ومرت مجموعة اخرى واخبروهم ونفس الحال قدما لهم المال والأكل فقررا الرجلان ان يبينا لهم عشة وعشة اخرى فوق القبر وشاع صيت قبر الصالح وبدأت الناس تزوره حتى ان هذه الواحة صارت قرية صغيرة وفتح التجار محلات ، وكان أحد الرجلين متزوج وله أولاد وأخذه الشوق لهم فقال لصاحبة أعطني حصتي فقد أشتقت لأولادي وأرغب بالذهاب لهم وذهب فعلاً وترك صاحبة وقال إن إحتجت سوف أعود لأخذ نصيبي ، وبعد كم عام عاد بعد ان اخذت به الحاجة مأخذت وكانت الصدمة له عندما عاد!!!
فالقرية الصغيرة كبرت حتى انه لم يعرف مكان القبر ووجد أمامه طابور طويل فسألهم فقال مابكم قالوا بإنتظار أن نزور قبر الصالح وعلموه اتجاه القبر واراد ان يدخل فمنعوه الحراس بأن ينتظر دوره فقال اذهبوا لحارس القبر وقولوا له فلان ولكن رفض فقد نسيه ، فقال لهم ارجعوا له وقولوا يقولك إحنا اللي دفناه سوا ففهم صاحبة أن هذا شريكة ورفيق دربه فسمح له بالدخول .
مرات للاسف بعض البشر يكذب كذبه ويصدقها رغم علمه التام أن ماقاله كذب وليس له شيء من الصحة ، زمان واحنا اطفال اصغار عندما تنتشر كذبه بالمجتمع يقال ان أحد ما اراد أن يعمل سحر فينشر كذبه وتصدق ليتفعل دور السحر الله يكفينا وياكم شرهم ولاعرف هل هذا صحيح ام من خرافات الجاهلية ، وللاسف لازال هناك من يتعبد بالقبور ويدعو من الله مالا ينفعه ولايضرة وخاصة بالمجتمعات التي بها يضعف الوازع الديني ، فالنافع هو الله والمشافي هو الله والرازق هو الله وان البشر لن تقدر لو اجتمعت على نفعك او مضرتك واستغرب مانشاهد من شرك من يعض المسلمين رغم الانفتاح الأعلامي والأنتشار الكبير للمواقع التي توضح الحقائق وحق العبودية الصحيحة لوجة الله سبحانه وتعالى
لا اله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
* رئيس تحرير صحيفة الرائدية
2 pings