غاضِبٌ جِداً
بقلم الأستاذ / عادل الدوسري *
غاضب جداً، لا تكادُ تهدأ ثورتي، وأشعرُ أن روحي تعلقت في فتحتي أنفي، لا أدري هل مزاجي متعكر إلى هذا الحد؟ أم أن كُل شيء مستفز؟ المسافة التي كانت تتقلص وتتمدد وفق خطوتي صارت مجرد سراب، ألبسها وتلبسني، أقصُرها وتقصر من عمري، وأظلُ أسير في فلك هلامي لا يأخذني إلى شيء، وتبقى النهاية معلقة!
وأبقى في حالة من هيجان الغضب الغير محتمل!
يتسع الغضب في صدري، والأرض تتشقق من خطوتي، فأرى براكين العتب في "آخر" المطاف، وأظن أن المطاف يموج في مسافة من نار، تندلع وتعود إليّ، لتحرق ما تبقى في جوفي من بتلات الرضا!
بالأمس؛ كنت على وشك ابتسامة!
أظن أنني حاولت أن أغصب وجهي على التمدد في حقول الإصفرار، غير أن اللحظة لم تكتمل، وما كادت تنجح فيه "قهوتي" فشل، وذلك حين اندلقت قهوتي على ثوبي، نصفها أو أنقص منها قليلا، فأطفأت سيجارتي "المنتصِفة" وعاد مزاجي للتعكر والإشمئزاز، وعادت نفسي للغضب الشديد!
الشاهد الذي أريد أن أستشهد به من خلال كل ذلك "البوح" أن الأعتياد أمر سلبي للغاية، فحين كان غضبي وديعاً كنت أُربت على كتفه بخربشات عابرة، تحمل بوحاً غير قابل للنشر إلا في ظلمات دُرج مكتبي العتيق كعتاقة حُزني..!
لكن ذلك الحمل الوديع قد كبُر، وصار وحشاً كاسراً، ولأن البوح المنشور لابد أن "نبتر" نصف حقائقه لم تعد كتابتي قادرة على إطفاء جذوة زمجرته، ولا إسكات جوعه، فصار يلتهمني بينما ألتهم غصاتي وأبتلع حرائقي التي تسيرُ على خرائب الوجع في جوفي بسرعة كبيرة وقاتلة!
فكرت كثيراً قبل نشر هذا المقال، ثُم تركت الأمر لرئيس التحرير...!!!
* كاتب و روائي