الفراغ المتكوم!
بقلم الأستاذ / عادل الدوسري *
مؤسف جداً أن تتحول الحياة إلى كومة فراغ، تتكوم وتتقرفص في النفس، فيزدحم العقل باللاشيء، ويضج الوجدان بالفراغ، ولمن لا يعرف فإن الفراغ هو أشد الأصوات ضجيجاً في داخلنا، كما أن صوت الصمت هو أشد الأصوات إزعاجاً للنفس البشرية!
المحاولات للخروج من ظلمة الفراغ الحالكة هي أشد المحاولات فشلاً، وهي الخيبة التي لا يمكن الخلاص من أذيالها بسهولة، خاصة إذا لم يدرك الإنسان السبب المتسبب في هذا الفراغ، لأنه حيئذ سوف يركض في حلقة مفرغة حتى يعييه الركض ولن يصل إلى هدفه الهلامي.
المشكلة في الفراغ ليست كونه فراغاً فحسب، بل لأنه ينسحب شيئاً فشيئاً على كل "الأشياء" التي حولنا ويسكنها، فيتحول الوجود إلى قطعة فاسدة، لا حياة فيها وربما ترمى في سلة مهملات العدم.
ذات مرة حاولت بحماقة منقطعة النظير أن أقرأ فراغ المكان، وأستقرأ فراغات التاريخ والتأريخ، حتى أنني فكرت في فلسفة المسافات الفارغة بين حدودنا الزمنية، واستكتاب اللاشيء في صمت اللغة، والتمنطق بعقل الهوية الخالية إلا من العدم..؟ وللأسف الكبير كدت أن أضيع في دوامة خطيرة، تشكلت من أسئلة في غير وقتها، هبطت علّي كوابلٍ لا يمكن الاختباء عنه!
لعل أهمها ما يلي:
- هل يعلم السيد فراغ أننا نحن الملأى باللاشيء نمارس العنصرية ضده ونراه سخيفاً..؟!
- هل يرانا السيد فراغ؟ وكيف يرانا..؟
الإجابة عن السؤالين أعلاه كفيلة بأن تجعلنا نعيد النظر في قراءتنا للمشهد الفارغ.
* كاتب صحافي - وروائي