السرداب
بقلم الأديب / محمد بن ربيع *
الضريح يبدو كسرداب موحش، في آخره لوح ممدد على الارض تعلوه قطعة جوخ، جذبت القطعة فأبانت عن هيكل عظمي، الجمجمة والقفص وجرائد الرجلين، حاولت جس الجمجمة بإصبعي فأوجست منها خيفه، أخرجت قلمي وشرعت في جس أجزاء منها، خيل إلي أن الجمجمة تتحرك، دققت النظر، وقبل أن اتحقق انطلقت نحوي مثل كرة طوحت بها قدم لاعب، تلافيتها بالقفز في مكاني، ثم استدرت بأحداق فزعة لأرى أين ذهبت ومن أين ستعود، ارتطمت بالحائط المقابل ثم عادت، أقفز ثانية وأتابعها تعبر تحت أقدامي، ارتطمت وارتدت نحوي بحقد وشراسه، عبرت وارتطمت بالحائط المقابل ثم ارتدت بنفس الشراسة، ولم يعد لي سوى اليقظة ومواصلة القفز.
" قصة قصيرة من مجموعة خان الخيّاطين الصادرة في الباحة لعام 1438"
* كاتب وأديب سعودي