ليْلةُ سَعْد
بقلم الأديب / محمد بن ربيع *
وهي الليلة التي بث فيها التلفزيون باقة من الأوامر الملكية الكريمة، جاءت مثل غيث نزل على الأرض فأزهرت من كل لون بهيج، وهي إذ تجيء في ظل ظروف دولية بالغة القلق، فإنها قبل أن تكون مالا وتعيينات، كانت نسمة سلام، ونفحة طمأنينة، بات معها الشعب ليلته تلك، وهو في أحسن لحظاته سعادة وحبورا.
وبالنسبة لي فقد كانت ليلتي تلك ليلة سعد من أولها، لأنني قبل تلك الأوامر، كنت في مقر جريدة عكاظ أحضر احتفاءها بالكتاب في يومه العالمي، تلك الجريدة التي يأخذها اسمها إلى سوق عكاظ التاريخي وهو كتاب ابن كتاب، كما يأخذها امتدادها الأفقي من مؤسسها العطار إلى خليفته الذيابي، وهم كتب أبناء كتب، قد نجحت في خلق ليلة فريدة تستحقها بلادنا التي قررت أن تعيش كما يعيش العالم من حولها.
غادرْتُ ذلك الجمال الآسر ولم يغادرني، ظلت مخيلتي مؤثثة بكل دقائقه، فلما وصلت وجدت الأهل كالبنيان المرصوص أمام التلفزيون، والتلفزيون ينثر البشائر حولهم، ومنها عودة البدلات، وبين إيقافها وعودتها تكمن أسرار الود الذي يحكم العلاقة بين القيادة وبين الشعب.
أنا ليست لي بدلات، لكن الأمر الملكي الكريم قد ملأ روحي أمنا وطمأنينة وسلاما، ليس أوامر البدلات فحسب، ولكن الأوامر كلها، أضافت لشجرة عمري مزيدا من الأغصان الوارفة الخضراء، فعشت ليلة سَعْد كالتي عاشها الأهل جميعا، فابتهل الى الله أن يجعل ليالي شعبنا ليالي سعد دائمة وأن يحقق لقيادتنا الصادقة المخلصة كل ما تصبو الية من عزّة وسؤدد.