تحسين الحياة 2
بقلم المستشار / يوسف النجاشي *
البعض يقول الإجازة سريعة والبعض يقول طويلة، الشاهد لم أكتب فيها، ولم أكن لأكتب حتى قرأت البارحة تغريدة لإحدى المتخصصات في الوعي الأسري ، فراقت لي وحفزتني لكتابة هذا المقال.
أعجبتني مقولة: "هناك هدفان في الحياة أن تحقق ما تريد ثم تستمتع به، والحكماء فقط هم من يستطيعون فعل الثاني".
يتزوج البعض وهو محمل بالكثير من التوقعات العاطفية كما لو أنه لم يشعر بالحب من قبل، ولكن بسبب صورة ذهنية غير واقعية ، فيشعر برغبة شديدة بالاهتمام على الدوام ، وأن يكون متفرغاً له في كل مرة يحتاج فيها إليه ، فيتفاجئ شريكي الحياة مع الوقت بظهور بعض الصفات السلبية لدى الطرف الآخر، والتجاهل المتعمد أحيانا، وضعف الاهتمام حتى في الأشياء البسيطة، والانتقاد المبالغ فيه ، وقلة الاحترام ، وبخل الزوج والهرب من الانفاق وغير ذلك.. حينها يتسرب الملل والروتين بينهما ..
وعندما يتحدث أحدهما عن مشاكله يبدأ شريك الحياة إما بأسلوب الدفاع كأفضل وسيلة ليدافع عن نفسه، أو بأسلوب المستشار في إعطاء التوجيهات والإرشادات .. وهذه هي بداية مرحلة الصراع .
فيبدأ القلق.. وفتور المشاعر حيث تنطفئ جذوة الحب وتصبح المشاعر باردة باهتة بسبب الروتين..
وتكون النتيجة أن ينظر الشريكان إلى بعضهما نظرة انتقادية.. فينتقدون أموراً يكرهونها وينكرونها، وقد تكون هي نفس الأمور التي كانوا يكرهونها لدى آبائهم وأمهاتهم ..
والحل بتصحيح الصورة الذهنية عن الزواج ، فالزواج ليس ذوبان الذات في الآخر من دون وعي.. بل واعياً لحاجات شريكه ، ومسؤولاً عن التعبير عن احتياجاته بشكل مباشر..
فيتعلمان طرقاً وتقنيات فعالة لتلبية احتياجاتهم.. بالفهم المتبادل ، والتعاون الخلاق ..بعيداً عن الانتقادات، وتوجيه الاتهامات..
الحياة الزوجية لا تحتاج إلى انتصارات للذات، ونصائح وتوجيهات؛ بل بالتعاطف والتفاهم " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة".
وأخيراً، ركز على ما تريد.. لا على ما لا تريد.. ومن تمام النعمة أن ترى النعمة ..
* مستشار في مكتب أبعاد المواهب للاستشارات – مستشار ومدرب في تطوير المواهب والمهارات
2 pings