أستاذ عبدالله
بقلم الأستاذ / خالد حمد العبيد*
نحن الآن في العام الهجري 1404هـ أنا في الصف الثالث الابتدائي (أ) في مدرسة الثقافة الابتدائية بمحافظة بقعاء عدد زملائي الطلاب خمسة عشر طالباً أو يزيدون أنا في الصف الذي يدرسه الأستاذ الخلوق والمربي الفاضل عبدالله سعود السعدون بينما الصف الثالث الابتدائي (ب) يدرسه معلم شديد غليظ يضرب ويجلد ويركل ويعض ويرفس ويزأر لقد توفرت فيه كل علامات الترهيب بينما في النقيض توفرت في معلمي عبدالله كل علامات الترغيب.
المعلم الفاضل عبدالله سعود السعدون معلم سبق عصره وتعداه بمراحل كبيرة حيث أنه وفي تلك الحقبة الزمنية كان الضرب مسموحاً به وبأي طريقة أو وسيلة كان شعار أولياء أمور الطلاب كلهم (اللحم لكم والعظم لنا) فحينما يشتكي الطالب لأبيه أو لأمه وهو مجروح اليد بسبب عقاب بدني من معلم لأتفه الأسباب يقوم الأب أو الأم بضرب الطالب لأنه أخطأ بدون خطأ ويربتون على كتف المعلم الظالم نوعاً ما فيبتسم في وجه الطالب ابتسامة صفراء فاقع لونها تسيء الناظرين.
المعلم عبدالله أقول لكم سبق عصره والسبب أنه كان مربي بالدرجة الأولى وسأسرد عليكم ثلاثة مواقف أسعفتني الذاكرة لأن أتذكرها وإلا فمواقفه التربوية كثيرة.
الموقف الأول:
علمنا الأستاذ عبدالله عملياً كيف نكون نظيفين ولربما يرى مالانراه من أشكال قد تكون غير مرتبة لا من ناحية الهندام ولا تمشيط الشعر حيث أنه وفي إحدى الحصص قام بنزع عقاله وشماغه وطاقيته وطلب من جميع طلاب الفصل شد شعره بقوة كان الطالب الأول متردد نوعا ما تلاه الثاني أيضا متردد نوعا ما تعدد الطلاب في شد شعر المعلم عبدالله وكان يطلب منا أن نشد شعره بكل ما أوتينا من قوة وحينما انتهينا من ذلك عاد كل طالب إلى كرسيه وقال لنا بأنه يقوم بتغسيل شعره بالشامبو لذلك أصبح شعره قويا لا يؤلمه من ذلك الموقف علمنا أن نكون نظيفين ربما شاهد طالب واحد غير مرتب الشعر فنصحنا بشكل عام ولم يوجه النقد لطالب واحد خوفا من أن يجرح مشاعره ونعم الأب ونعم المربي يا أستاذ عبد الله.
الموقف الثاني:
موقف تحفيزي من المربي الفاضل حيث أنه يقوم بتقسيم الصف إلى ثلاثة فئات فئة الأسود وفئة الذئاب وفئة الثعالب فكان الطالب الممتاز أسداً والمتوسط ذئباً والضعيف ثعلباً وللمعلومية في البداية كان هناك تواجد خفيف في الثعالب وبعد فترة وجيزة لم يتواجد أي ثعلب فالكل أصبح ذئبا وبالتالي أسداً فأصبح جميع الطلاب أسوداً وكان يعطينا المكافآت التحفيزية وهي عبارة عن قطع حلوى لذيذة بلذة تعليمه لنا وانسجامنا معه فهو أب وأخ ومربي.
الموقف الثالث:
بعكس المعلمين الآخرين في عصره كان الأستاذ عبدالله ينقل لنا تجاربه الحياتية التي مرت عليه ومواطن النجاح التي حققها ويحثنا على العمل وإتقانه والإصرار على الوصول للهدف كنت أذكر من مواقفه طريقة مذاكرته والتي لا يتركها حتى وإن كان يعمل عملاً آخر فكان يقول لنا كتابي لا أستغني عنه ولا يمكن أن أهمله لقد غرس فينا حب القراءة وحب الاطلاع وعلمنا التواضع والبساطة والطموح وحسن التعامل مع الغير لقد طور من ذاتنا وبث فينا الأمل وحب المدرسة والتعليم.
أخيراً كل كلمات الشكر والتقدير أبعثها للأستاذ عبدالله ومعها دعاء بظهر الغيب أن يمتعه الله بالصحة والعافية وأن يرزقه ما يريد.
2 pings