حب الطفولة
بقلم الكاتب / سليمان الباهلي*
هناك حيث المكان القابع في الذكريات بين أزقة الانتظار ولهفة الشوق وأنين الكلمات ... ولد الحبُ طفلاً بين قلبين لم يعرفا الحب قبلاً وكأن بولادته بدأت الحياة.
كنت أعتقد بسذاجة الطّفولة أنّ لا أحد سواي قد عرفكِ، وأنّه لامكان لحب غير حبي في قلبكِ، وأنّه لا مكان لكِ بين سجلات قلوب العاشقين.
كتبت عنكِ الكثير في دفتر مذكّراتي، واستنزفتْ أحباري وكلماتي ، ورغم صغر سنّي إلا أنني كبرت بحبكِ حتى اصبح الحب هو مقياس سنواتي، وتعاقبت الحروف بين طيّات صفحاتي، وازداد عدد دفاتر مذكّراتي....
كتبت عنكِ حتى قبل أن أتعلم الكتابة، كتبت حبكِ بنبض قلبي، وبدماء عروقي، وبهمساتي وسكناتي بشقاوتي وهذراتي. رسمته أزهاراً في كشكول فنيّاتي ، تفاصيله بلا نهاية والوانه بسماتي.
كبرتُ وأنا مؤمن بحبكِ ايماني بقدراتي ،وظل الحب يكبر كطفل بين عينّي اطعمه واسقيه مشاعري والذ عباراتي...
لم يتسلل الخوف يوما بأن تكوني لغيري، ،وأن يموت الحب في قلبك ِ،وتموت كل أزهاري ، حتى حل ذلك اليوم الذي خابت كل توقعاتي ،وماتت كل أحلامي وأشعاري، هناك حيث وئيد الحب وانتهت رحلة اسفاري ،لم استوعب الموقف وتشتت كل افكاري.
اسئلة كثيرة لم أجد لها إجابات ، ولكني لهول الموقف لم أعد ابحث عن الاجابة بقدر ما بحثت عن الاسئلة؟!
لماذا ؟ ولماذا؟ ولماذا ؟
انتهى كل شيء وظلت الاسئلة بلا اجوبة ،والحديث بلا نهايات ، لكنني تعلمت أن لا اهب قلبي لمن لا يستحقه ، مهما كانت المغريات ، وأن الحب سمو وعقيدة وليس مجرد شعارات.
* كاتب ومؤلف سعودي ، مدرب معتمد