حتى لا تحترق وظيفياً
بقلم الأستاذ/ مجدي غرسان*
أهلا بكم مجدداً ..
في تجارب المجتمع الوظيفي ، لكل منا تجاربه وأحداثه التي يمر ومر بها ، بعضها خاصة وأخرى عامة . ولكني سأتطرق إلى نقاط تجعلنا أكثر ايجابية وحضور برأيي وتتشكل بها معظم شخصياتنا الوظيفية ومواقفنا فإما أن تكون سلبية أو إيجابية وهي بلا شك ستشكل لنا خبرات نجني من خلالها محصلة السنوات الطويلة
إن هذه الساعات الأولى التي نقضيها في كسب الرزق وتطوير الذات والبحث عمّا يزيد من مهاراتنا وقدراتنا وخبراتنا وعلى مدى سنوات من تكرارها . نحن بحاجة إلى استثمارها فيما ينفع وبناء جسور من العلاقات السليمة والقويمة بعيدة عن المؤمرات والدسائس وضياع الاوقات والمنافسات التي تخلو من الشرف . نحن بحاجة أن نترفع عن حوارات الممرات ودقائق تدخين السيجارة الممنوعة أصلاً أثناء تلك الساعات . نحن بحاجة إلى أن نُربي أنفسنا أكثر لأن نكون محبوبين وقريبين من الجميع .
وهذا لن يحصل إلا بخطوات يجب نأخذ بها
ونؤمن بها . ومن هذه الخطوات .
*الصدق : أن تكون صادقاً أمر أساسي لكي تكون محبوبا. بين الجميع لاسيما
أنها رسالة الدين الحنيف
*تجنب إصدار الأحكام فأنا وأنت لسنا مُخولين بتفسير تعامل الاخرين معنا تحت أي ظرف لا نعلم خفاياه .
*إن محاولتك لفت الإنتباه بحد ذاته أمر يكرهه الاخرين من حولك وخاصة أهل صنعتك وهذه ليست بيدك وإنما طبيعة في النفس البشرية يجب أن نكون على ذكاء كافي لاستخدامها فيما ينفع فأنت تجلس مع المكلوم والحزين والمقهور والسعيد والواثق وجميع الأصناف التي يمكن أن تتخيلها ولك أن تتخيل تفسيراتهم لك .
*ما أجمل أن تسأل وما أجمل أن تقف عن التمثيل أن تعرف كل شيء بحكم أنك تعمل في مكان تظن سلفاً أنك فيه عالم .
* إن الإتساق والأناقة في الحديث عنوان تربية وأخلاق وتظهرك بالمظهر الذي لربما تمناه الاخرين لأنفسهم فاختر كلماتك بعناية .
*الإطالة فيما لا طائل من ورائه هو عبء على روحك ومعول هدم لاناقتك الشخصية وقربك من عالمك الوظيفي
* آفة الاستماع لن تاخذك إلى بر الأمان ، فأنت تزور المكان ل ٨ ساعات تؤدي فيها واجباً ثم ترحل لا علاقة لك بظروف الاخرين وشؤونهم . إلا عند الملمات فكن لها فالناس للناس . أما عدا ذلك فلا تترك آفة نقل الحديث تستشري في كيانك .
ما بعد الكلام ..
بناء ثقافتك واطلاعك في مجالك وعدم اليأس من تمكُن الاخرين الذين ربما أتيحت لهم الفرصة في حين أنك تتقدم بشكل مختلف في مجال اخر لا يعني أنك لست مؤهل ، أنت بحاجة إلى أن تسعى لتكوين جسور بينك وبينهم ويجب عليهم قبول الأمر والترحيب به بلا شك وهذا لن يكون إذا ما كنّا اذكياء بالقدر الكافي
والابتسامة الصادقة والنية الصادقة في أداء الواجب ومزاملة زملائك بما يجب أن يكون والحضور المُبكر والالتزام العام كلها لن تأتي إن لم تعد نفسك بإفطار مميز وتحادثها كل مساء لقد نجحت في مرات عديدة ولا بد أن انجح ،هذا يوم مختلف يجب أن أنجز فيه بغض النظر عن مراحل الهبوط والصعود التي تشعر بها من محيطك أو من حياتك الخاصة فأنت إن التزمت بهذه الخطوات بلا شك ستصبح محبوبا وإن أحبوك فستأتي لمكانك فرحاً
وبذلك ستكون عضوا فاعلاً ، تنتمي للواجب والرسالة وليس لمكان أو زمان .