هل أنت منتج مع وجود الهدر ؟
بقلم الأستاذ/ يوسف بن أحمد النجاشي*
صالح الحارثي متخصص في الصناعة والمقاولات والتجارة العامة، رائد في عدة مجالات، ولديه حضور مميز بين منافسيه، أحب ما يطرحه وطريقة عرضه للأفكار والمواضيع..
والنجاح معدي كما أن الفشل معدي!.
وفي ليلة تطويرية معه وتحديداً في الشتاء الماضي سألني أبو أحمد: لماذا البعض لديه إنتاجية عالية ولكن خسارته كبيرة؟.
وعلى قول القائل: «كأنك يا أبا زيد ما غزيت».
وكالمعتاد وبعد كل لقاء مفيد أكتب الأفكار لأنها سَتشّرد مني، وتدوينها يجعل الأفكار تشرقُ، فالكتابة إشراقة متجددة، ومحطة لا يمحوها الزمن..
الشاهد أنه في هذا الأسبوع اتصل بي تاجر - يخبرني بأنه من طرف أبي أحمد - طالباً استشارة تطويرية لشركته، فتذكرت مباشرة لقاء الشتاء، ونويت من لحظتها تحرير هذا المقال لنقل أبرز ما دار بيننا ليعم النفع..
وفي البداية - رعاك الله – تفضل هذا السؤال المهم: أي المسارات الأربعة التالية تنطبق عليك ؟
١- الإنتاجية عالية والهدر كثير.
٢- أو العكس الإنتاجية ضعيفة والهدر قليل.
٣- أو الإنتاجية عالية والهدر قليل.
4- أو العكس الإنتاجية ضعيفة والهدر كثير.
أخبرني الآن، حياتك في أي المسارات أعلاه!
إذا كنت صاحب المسار الثالث فهذا المقال لا يخصك؛ بل أنت مكسب لكل من يعرفك!.
وأما صاحب المسار الثاني: فيحتاج له جلسة تطويرية تحفيزية لشحذ الهمة ونفض بعض الغبار المتراكم.
يكلف الهدر صاحبي المسار الأول والرابع: المال والوقت والجهد البدني والضغط النفسي واستنزاف النشاط وجلد الذات.. وأمور كثيرة يعرفها أصحابها أكثر من غيرهم!.
وهذا المقال كُتبَ لهما تحديداً لتركيز وتوجيه القوى والإمكانيات..
وهنا مجموعة من التساؤلات المهمة كمقدمة استكشافية:
- هل تستخدم مواردك المالية بحكمة وكفاءة وفي مكانها الصحيح؟.
- وهل أنت تستفيد من نقاط قوتك بالشكل المناسب؟.
- ما نوع وحجم الهدر في حياتك؟.
- وكم تقضي من الوقت للتعامل مع الأخطاء وإصلاحها؟.
- وهل أنت مدرك لأهم نقاط الضعف لديك وكيفية معالجتها بالأسلوب الصحيح؟.
- وهل تستفيد من الفرص التي تقويك وتعالج ضعفك وبالطريقة المثلى أم أن هناك فرصاً كثيرةً تفوت عليك؟.
- وهل أحصيت أهم العقبات والمخاطر وحددت المنافسين وأصحاب الضرر ومن لهم تأثير سلبي عليك؟.
والآن لو سألنا القارئ الكريم: ماهي خطوات التطوير التي أبدأ بها عاجلاً؟.
والجواب:
١- الاعتراف بوجود المشكلة - وهذا أول طريق النور والسلامة -.
2- تحديد نوعية الهدر.
3- تحليل الهدر وإيجاد سببه الرئيسي والفرعي.
4- إيجاد الحلول لهذه الأسباب، والتخلص من الخطوات المُسبِّبة للهدر.
وباختصار ومبدئياً – لأنكم تحبون الاختصار - هنا مقترحات وحلول سريعة مهمة جداً، هي:
- ابحث عن المعين الاستشاري المناسب.
- أوجد حولك الكفاءات والموارد البشرية المدرَّبة.
- ابحث عن المبدعين وحلقات نقاشهم الإبداعية للوصول إلى حل المشكلات بالطرق الإبداعية ولا تمل من جنون أفكار بعضهم، لأنك لا تعلم متى سينطق بالفكرة المجنونة.
- صنف المشاريع والأعمال والموردين إلى الأكثر والأقوى فائدة فالأقل أهمية.
- خطط وضع الخطة المناسبة عاجلاً، ووفر الإمكانيات لحل المشكلة.
- رتب الأولويات وابدأ بالأهم فالأهم، وركز ٣٠٪ من وقتك للإدارة و ٧٠٪ للتسويق.
- نظف المشاريع والمنتجات والأدوات الغير مهمة ولا تنس تنظيف السلبيين من حولك.
- برمج من حولك على النجاح: بتركيز خطتك وكلامك معهم على ما تريد، وليس على ما لا تريد.
- حضور برنامج تدريبي بعنوان: (التحسين المستمر).
موضوعنا هذا مفيد ويتكرر طرحه في كثير من اللقاءات والدورات وورش العمل التطويرية، وخاصة مع ملاك الشركات والمؤسسات والمدراء التنفيذيين، والموظفين والموظفات؛ بل والآباء والأمهات، وكل باحث عن تحسين جودة الحياة الشخصية والمهنية..
فليكن هدفك وشعارك - هذا العام وبالخط العريض - في مكتبك وبيتك وفي جوالك:
( القضاء على الهدر والتركيز على الأعمال التي تؤدي إلى مزيدٍ من الكفاءة والإنتاجية العالية ).
وأخيراً.. يسعدني أن تبشرني بالأخبار السارة.. أراك متألقاً ومبدعاً، حفظك الله من كل مكروه وكل سوء..
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله والأصحاب رضوان الله عليهم أجمعين..
*مستشار تدريب وتطوير الأعمال
1 ping