ممتنّ جدًا
بقلم الكاتبة / سلوى بادبيان
فرض الله علينا في اليوم والليلة تكرار سورة الفاتحة سبعة عشر مرة في الصلوات الخمس وهي ركن لا تصح الصلاة إلا بها
تبدأ سورة الفاتحة بـ { الحمدلله رب العالمين } .
يذكرنا الله على حمده في اليوم والليلة ،
على الامتنان له بالنعم التي لا تعد ولا تحصى ، والتي قد يغيب إدراكنا بها في خِضَمِ الجري خلف هموم الحياة ومشاكلها ،
وقد يفتح الشيطان بابه علينا من جهة حزن أو هم أصاب قلب أحدنا لأمر ما أو خطب جلل وقعنا فيه فتسّود الدنيا في وجُوهِنا و كأننا ما رأينا خير قط .
فتأتي الفاتحة لتفتح لنا زوايا الضوء
بـ { الحمدلله رب العالمين }
حمدًا لا نستطيع أن نحصي به ثناءً على نعمه العديدة وهو القائل سبحانه
{ لئن شكرتم لأزيدنكم }
علمنا رسولنا عليه الصلاة والسلام أن نبدأ يومنا بعد الاستيقاظ من النوم بالحمد
[الحمدلله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ]
وأمرنا بختم يومنا بالحمد قبل النوم
[الحمدلله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا
فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي]
طاقة إيجابية من خلال استشعار النعم في أول اليوم وآخره ،
التعلق بالشكر والحمد والامتنان لله يفتح لنا أبواب الخير الرزق والتيسير ويكون لنا النور الذي نحارب به ظلمات الحياة .
ممتنة جدًا لأحد أقاربي الذي علمني درسًا في الحمد والامتنان وهو يمارس سلوكًا يوميا ربما يرآه اعتيادًا ولكن رأيته درسًا عظيما ، قريبي الذي ما من يومٍ قدمت له مأكل أو مشرب حتى لو كان شيء بسيطًا من الأكل إلا ورأيته يردد بعد الشبع من قلبه قبل لسانه
اللهم لك الحمد والشكر اللهم أدم علينا نعمك
رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ اللهم لك الحمد حمدًا كثير
هنا تتجمد بداخلي كل المشاعر ويستيقظ مع كلامه الامتنان للخالق ، هو ممتن للخالق الذي أنعم عليه بنعمة المأكل والمشرب وأنا أشعر بامتنان الخالق عليه أن وهبه نعمة الحمد بهذه الطريقة المبهرة
روى ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها : قالت :( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال : الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا رأى ما يكره قال : الحمدلله على كل حال ) صححه السيوطي
يعلمنا الإسلام ترجمه خاصة لمشاعر الفرح ، الصبر ، التوكل على الله تعالى والإيمان الصادق به ، ذلك الإيمان الذي يعلمنا التركيز على النعم والأشياء السعيدة والإيجابية بدلا من التركيز على الثغرات
التي يعلم المؤمن الحق أن حتى تلك الثغرات ما وجدت إلا لحكمة أراد الله اللطيف لنا بها خيرا كثيرًا
{ وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) الإيمان بهذه الآية يولد لدينا هالة من الرضى والامتنان والشكر والسعادة فتتحول كلمة ( أريده ) إلى ( أنا سعيد بما لدي )
استشعر نعم الله عليك وكنّ ممتنًا شكورًا كي يزيد الله عليك نعمه .
استشعر نعم أهلك وأقاربك وأصدقائك و المجتمع حولك عليك وكنّ شكورًا ممتنّ لهم
فرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام هذبنا وعلمنا ( من لا يشكر الناس لا يشكر الله )
زاجل :
ونحن في ختام عام هجري اجعل شعارك في عامك المقبل ١٤٤٢ أن تكون عبدًا حامدًا ممتنَ شكورا لنعم الله من حولك وابدأ يومك وأختمه برسالة إيجابية لنفسك
أنا ممتنّ لـ ..............