واتسبيات
بقلم الأستاذة / سلوى الضلعي *
الحمد لله الذي أغدق علينا نعمه الظاهرة والباطنة حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه .. من أجمل ما هدى الله إليه العقل البشري تلك التقنيات التي ننعم بخدماتها الكبيرة في شتى جوانب الحياة ، ولاشك أن هذه المخترعات من حيث القبول أو الرفض خاضعة لطريقة الاستخدام فمتى ما كان الاستخدام خاطئا فإن المحظور يتدرج من الكراهة إلى التحريم وبحسب ما فيه من الضرر على النفوس والممتلكات ربما يصبح المستخدم ضمن الذين يسعون في الأرض فسادا والعياذ بالله !!
دعونا نتفاءل ونقول على سبيل المثال : الواتساب خدمة رائعة أضفت رونقا جميلا على العلاقات الاجتماعية..اختراع هائل ومفيد جدا ..لكن في الحقيقة تبقى طريقة الاستخدام والتفاعل معه والتأثر برسائله هي النقطة الفاصلة في الأمر .
من وجهة نظري أن وعي المستخدم لهذه الخدمة هو الذي يحدد مدى الفائدة من عدمها ، كما أن حصانة المستخدم الفكرية ورسوخ ثقافته العلمية تحدد إن كان شخصية أسفنجية يمتص ويتأثر بكل ما يقال في الواتساب من إشاعات وأباطيل وقصص ونصائح وربما خطط تدميرية على المدى البعيد والمتوسط . أو كان شخصا متزنا واعيا يستطيع التنقيح وفلترة الأخبار. وعرضها على ميزان الشرع والعقل الصحيح .
ولله الحمد زاد الوعي لدى المجتمع نحو الشائعات وخطر التأثر بها ، لكن يبقى التأثير الاستراتيجي لرسائل الواتساب فهناك رسائل مؤثرة على المدى البعيد تدس السم في العسل لتفسد العلاقات الأسرية خطوة خطوة بطريقة شيطانية عصرية عبر هذه التقنيات وما رسائل قصص العقوق من الأبناء والجحود من الأزواج وتشجيع الزوجات على التمرد وتحريض البنات على أهلهم وغيرها من رسائل شيطانية بقالب عصري تتجه نحو هدف استراتيجي واحد وهو تدمير أساس العلاقة الأسرية وهما الزوجان وبعدها حتما ستضيع الأسرة ثم يضيع المجتمع ، وتذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم " إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجئ أحدهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئًا، قال: ثم يجئ أحدهم فيقول: ما تركتُه حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيُدنيه منه، ويقول: نِعْم أنت! ".
* مشرفة تربوية و مدربة معتمدة ومستشارة أسرية