حياة واحدة لا تكفيني
بقلم الأستاذ / غانم بن سليمان البجيدي *
يقول عباس محمود العقاد : " كلا .. لست أهوى القراءة لأكتب ، ولا أهوى القراءة لازداد عمراً في تقدير الحساب ، وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا ، وحياة واحدة لا تكفيني ".
نعم ، حياة واحدة لا تكفي فالعمر قصير قياسا بالأمم السابقة منذ أن خلق الله عز وجل آدم وحتى يومنا هذا فستون وسبعون وثمانون عاما تعتبر زهيدة جدا ، فالإنسان بطبيعته يحب أن يعيش بكل زمان وبكل مكان ويحب أن يتخيل نفسه هائما في بحر العصور القديمة عصر سقراط وأفلاطون وارسطو ، ويعيش مع قصص الأنبياء والأحداث المصاحبة لهم ويتخيل عصر الفراعنة وما بها من أحداث مثيرة ، ويحيا حياة طيبة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ويرافقهم بأحداثهم وفتوحاتهم ومعاناتهم في سبيل إيصال الحق للعالم أجمع .
فلا بد للمرء من القراءة ، يقرأ حتى يعيش في كل هذه الأزمنة القديمة ، يقرأ لكي ينمي عقله ويثري فكره ويشعر بأنه ملم بما يدور حوله ولا يجهل .
ومن الملاحظ أن النظرة التشاؤمية للعزوف عن القراءة تبدلت في الفترة الأخيرة ، فقد لاحظت من خلال زيارتي لمعرض الكتاب في الكويت أولا وفي الرياض ثانيا الإقبال الكبير على الكتب وبالتالي على القراءة بشكل عام ، إضافة إلى الحسابات المنتشرة في الانستغرام وتويتر والتي تحث على القراءة وأيضا المتابعين الكثر لهذه الحسابات والأسئلة المتكررة عن الكتب .
وقد يكون لوسائل التواصل الاجتماعي ابتداءً من البلاكبيري ومرورا بالواتس أب وتويتر والانستغرام الدور الفعال والكبير في التوجه الجيد للقراءة .
وهذا التوجه هو التوجه الصحيح والذي يجب أن نحث عليه أبناءنا فبالقراءة نحيا وبها نعيش حياة أخرى تسمو بالفكر وتزيد من ثقافة القارئ .
* رئيس مجلس إدارة شبكة الرائدية