كسّارة
( تفويض دعوة )
أنتِ حيث الوجود ...
أردت أن تكوني بداية قلمي في صحيفة الرائدية بعيدا عن كل اهتماماتي , لا سيما و أنتِ بعيدة قريبة عني هذه الايام . انقضت أشهر منذ أن قدمتي لي روحك كعربون الوفاء وفي أحد الأيام تأكدت أنني فعلا اضعت الكثير من ذاتي . أخبرك اليوم أنك حاضرة وموجودة في قلبي الذي لا يحتمل اسمين معا . أنتِ خنجر في خاصرة الزمن .
بعد أن انهيت توضيب اشيائي من الداخل , بعد أن استقرت جوارحي وسكنت روحي بعيدا عن المرتزقة . بعد أن عرفت أنني وبسببك أدركت أن ما مضى يمكن استدراكه بسهولة لأنك فقط أنتِ .
هكذا هو اسمك يشعرني بالأمان والسكينة دون أن أعرف متى ستصل لك هذه الرسالة , هل تذكرين حينما أخبرتك أن حلقي يؤلمني من جديد ! كنت تعرفين ولا تحاولين إيقاظي . اليوم السماء هنا بالرياض تمطر والساعة متأخرة .. كل شي تغير ومر علي الشتاء مختلف عن أعوام مضت والان التقي الربيع أصبح أجمل ... والأجمل أنني سأترك الرياض بهذه الخاتمة السعيدة .
قبلات كثيرة على جبينك , قلبي أبى أن يستريح هل يمكن أن تقرأي دعوة زواجي ! لقد جعلتها بأسمك أنتِ لك الحق في دعوة من تحبين أن يفرحوا .. أنتِ كيان مستقل يؤثر في المحيط والحدث . لن يكون هناك قلب يتمرد على ذاتك . أنقذتني حين لعنوا حياتي .. واستكثروا شكري . قدمتي لي أجمل هدية .. اكتملت بك وفيك . أنا لا أعلم لماذا احرقت الكثير من الوقت على أمل أنهم صالحين للعيش لقد أصبحت أخلاقهم مؤخرا بضاعة مستهلكة شوهها المال .
لا يمكنك أن تتصوري كم هو مؤلم البقاء في صالة الانتظار . واليوم لم أعد أنتظر أحدا , لم يعد من السهل اقناعي بأنهم شرفاء أكثر مما رأيت .
أن خيبتي الوحيدة أنني تأخرت في حديثي معك وغاب عن خاطري أن دموعي لن تزعجك أبدا لم اتوقع كل هذا الاحساس . اليوم أقف على عتبات من أخترت أن تقاسمني حياتي وتشاركني السعادة هل أستأذنك في طباعة دعوة زواجي ؟ هل تسمحين لي بالمغادرة الشكلية ؟
ليس على الارض اليوم انسان اسعد مني ... اصبح بيني وبين أحلامي نوافذ بعد أن كانت حواجز .. اليوم فقط أحتاج أن أقفز من شبابيك الوهم إلى حقيقتي وقلب وجدت به روحي . متأكد أنها تشعر بالفخر ومن المؤكد أنها بقلب نقي ..
لا ماضي بيننا .. كل الماضي بيننا كان منذ التقيتك .. تركت كل الخيبات خلفي وتركت اصحابها في مستنقع لطالما حاربته لاجل البقاء يااااه أصبحت الكلمات أكثر نضجا وإدراك لما يمكن أن اقوله .. ككلمة أحبك مثلا من يستحق سماعها ومتى تقال !
نصوصي أكثر صدقا هذه الايام ... يقول الشاعر الامريكي تشارلز بوكوفسكي إذا كنت لا تكتب من رحم المعاناة فلا تفعل , اذا لم تخرج منك مدوية فلا تفعل , اذا كان عليك ان تجلس لساعات باحثا في شاشة الجوال أو غيره عن كلمات تسترقها وتلصقها في صفحات اخرى فلا تفعل , اذا كنت تكتب لأجل المال والشهرة فلا تفعل , اذا كنت تبحث عن الكلمات لتجذب النساء الى سريرك وتخدع خواطرهم فلا تفعل فانت تخون نفسك قبل أي شي .
أريد أن اختم قائلا ... من الغباء أن أشرح على الاوراق ما لذي سيحدث اذا التقينا .. وبالمقابل لا استطيع أن أخفي عنك ما يحجب فرحك . أنا فعلا في حيرة من أمري .. الى اللقاء
* كاتب و قاص
1 ping