قليل من الصراخ مفيد أحيانا
قد تستغربون ما اقول وتقولون ان هذا الرجل سائر الى فقدان عقلة ، فكيف السبيل الى ذلك . لا عليكم فأنا ، أنا ، واحياناً لست انا ، وهكذا نحن البشر ، انت اليوم انت ، وبعد لحظة قد تكون غير انت , اذاً ما المشكلة ؟ لا توجد مشكلة بل يوجد توضيح ، وتبرير ، واستعراض ، وحل .
الكل يتفقد معي ان للضحك النابع من القلب شكلاً من أشكال التعبيرع ن السعادة والفرح، وهو من الأمور المساعدة في تحسين مزاج الإنسان، لكن الكثير من الأشخاص يجهلون أهمية الضحك على صحة الإنسان وحالته النفسية، حيث أكد بعض الباحثون أنّ الضحك له تأثير مساوٍ لممارسة الرياضة.
" وتتميز فوائد الضحك بأهميتها في حماية القلب، وبأنها تقلّل معدل السكر في الدم، تساعد في عملية التدفق الدموي، كما أنه عندما نضحك فإن الخلايا الطبيعية المتواجدة في أجسامنا والتي يكمن دورها في تدمير الأورام والفيروسات تزيد من عددها، بالإضافة إلى أنّ الضحك يقلّل من معدلات ضغط الدم، يرفع معدلات الأكسيجين ويساعد على التئام الجروح بشكل أسرع، ولن ننسى أخيراً فوائد الضحك على تحسين الحالة النفسية للفرد."
الكل متفق معي في مسألة الضحك ! لكن سأخبركم بشيء أنّ الصراخ بشكل قوي يريح الإنسان نفسياً أكثر من الضحك، كما أنه يعالج حالة الإجهاد.
هنا سوف اتهم بأني لست أنا !!!
فلقد أكدت دراسة بريطانية حديثة، أنّ الصراخ بشكل قوي يريح الإنسان نفسياً أكثر من الضحك، كما أنه يعالج حالة الإجهاد.
وإعتبرت الدراسة أنّ الصراخ العالي ما هو إلا وسيلة لإخراج الضغوط النفسية المزعجة التي يشعر بها الإنسان في حياته اليومية، كما أنه طريقة مفيدة لطرد الطاقة السلبية الناجمة عن الإجهاد والتعب.
" وأكدت الخبيرة في لغة الجسد جودي جيمس أنّ نوبات الصراخ يمكن أن تساعد في حالات الإجهاد إذ أنّها تخفف من حدّة الضغط النفسي، وقد نصحت كل من يشعر بحالة إجهاد نتيجة ضغوط عاطفية، العمل أو حتى من مخاوف إقتصادية أن يتّجه لمكان هادىء، ليستمتع بمنظر طبيعي ثم يغمض عيناه ويصرخ بصوت عالٍ، فيأخذ نفساً عميقاً من أجل مساعدة نفسه على الهدوء."دراسة – مجلة الرجل . "
الحمدلله مازلت أنا ... أنا .
لكن لماذا علينا الصراخ ؟
كل منا عُرضةً للتوتُّر النَّفسي أو الشدَّة، سواءٌ من خِلال وظيفته أو لسببٍ شخصي آخر ، او لاشخاص ، او لافعال تمر به تسبب له الانفعالات ويصبح اسيراً لدائرة التوتر . ثم يؤثر ذلك على صحته ومزاجه وعلى عمله وعلى من حوله ، فيجمعهم معه في دائرة التوتر ، وتصبح اكبر فاكبر ثم تنفجر ( لاسمح الله ) فلا يرى الا هالة التوتر ، ويترك الاهم وينسيه ذلك نفسه ، واهله ، واصدقاؤه ، وعملة ، وانجازته ،
اصرخ اذا وجدت ذلك مناسباَ .
لكن هل الحل في الصراخ ، وتوجد طريقة افضل منها ، جميله ( لذيذه ) ، هل يعني ان الصراخ يفيد ،
قليل منه( يفيد) ، في حالات ، ومع اشخاص ، لكن كثرة ( تعيق ) .
وتقول باريت، وفق مقال لها على موقع "لينكد-إن" بعنوان "هل من الممكن الصراخ في العمل؟": "أميل إلى الاعتقاد بأنه عبر 30 أو 40 عاماً من العمل المهني، كانت لدينا جميعاً بعض التصرفات "الطفولية" التي ربما لجأنا إليها عندما اضطررنا إلى رفع أصواتنا في مكان العمل. الفطنة هي أن ندرك متى يمكن ذلك، وما إذا كان الوقت مناسباً حقا لفعل ذلك".
وتردف "يكون ذلك في حالات معينة، عندما يتعلق الأمر بمسألة حياة أو موت، كتحذير من حادثة محدقة مثلا؛ وعندما تكون بيئة العمل صاخبة ويصعب أن يسمعك أحد؛ وعندما يكون الصراخ إيجابياً في حقيقة الأمر في مواقف بعينها، أو كنت تقوم بتشجيع أحد مثلا".
وتبين باريت قائلة "عندما نوجه الصراخ إلى دواخلنا، لماذا تفوّهتُ بذلك؟ أو كيف سمحتُ لذلك أن يحدث؟، وهو ما يتيح لنا التنفيس عن الإحباط الداخلي كي يكون بمقدورنا التركيز بشكل مثمر على الخطوات اللاحقة. ويكمن الحل هنا في أن يحدث ذلك الصراخ في مكان منعزل، أو بشكل شخصي، وألا يكون موجهاً إلى الآخرين ولا يُقصد منه أحد بعينه".
ويكون الصراخ مرفوضاً رفضاً قاطعاً، كما تقول، عندما يكون الصراخ شخصياً، وعدائياً، ومهاجماً للآخرين، وكان الهدف منه الترهيب وإنهاء النقاش؛ وعندما يكون هو رد الفعل التلقائي للمواقف المختلفة، وعندما يكون بدون وعي ذاتي يتفهم التبعات الشخصية والمهنية التي ستؤثر علينا وعلى الآخرين؛ وعملياً، يرفض الصراخ في كل المواقف.
وتبين قائلة "الذكاء الوجداني أمر جوهري لكي تختار رد الفعل الملائم"، وهذا يتطلب منا ما يلي:
- الوعي الذاتي: أن ندرك ما يستفزنا من أمور، ومتى يتعكر مزاجنا ويُثار غضبنا.
- ضبط النفس: أن نكون قادرين على تعديل ردود فعلنا المتوقعة، وأن نختار كيف نستجيب في كل ظرف.
- التعاطف: أن نتقمص عاطفياً حالة الطرف الآخر لنتمكن من ضبط سلوكنا ليطابق ويقابل ما يريده. أن نقول ما نريد ثم نستمع ونصغي لوجهة نظر الشخص المقابل.
- اللباقة في العلاقة: للتأكيد بأننا نركز على التأثيرات الآجلة لعلاقتنا بالآخرين، وليس فقط التبعات الآنية لأن نجعلهم يسمعون ما نريد قوله.
المهم في هذا الأمر، كما كتبت باريت "هل تصرخ أم تدعو الآخر بحماس لسماع وجهة نظرك؟ إنه اختيارك. ولكن تأكد من أنك تدرك وتستوعب احتياجات جمهور السامعين قبل أن ترفع صوتك".
اسمحوا لي ان اضع بين يديكم بعض الحلول لمكافحة ( داء التوتر )
1- سيطر على نفسك : مهما بلغت حده المشكلة الى ان لكل مشكلة حل ، ولكل داء دواء ، أمَّا التفكيرُ السَّلبي تجاهها (مثلاً، لا أستطيع أن أفعلَ أيَّ شيء تجاه مشكلتي)، فيجعل التوتُّرَ يزداد سوءاً.
2- شارك الناس في المشكلة فقد تجد حلا . حيث يمكن تَخفيفُ مَتاعب العمل، والمساعدة على رؤية الأشياء بطريقةٍ مختلفة، من خِلال وجود شبكةٍ مساندة جيِّدة من الأصدقاء والزملاء والعائلة. فالأنشطةُ التي نقوم به مع الأصدقاء تُساعدنا على الاسترخاء، حيث نَضحَك معهم في كثيرٍ من الأحيان ، وهذا كفيلٌ بتفريغ التوتُّر بطريقةٍ ممتازة.
3- مارس رياضه خفيفه : النشاط البدني احدى اهم الاساسيات لازلة التوتر الناجم عن العمل ام اي ضغوط نفسية ، او عائلية ، فهي لاتجعلة يختفي انما تقلِّل من بعض الشدَّة النفسيَّة التي يَشعر بها الشخص، وتُهذِّب الأفكار، ممَّا يتيح للمرء التَّعامل مع مشاكله بهدوء أكبر.
4- كافئ نفسك : فنحن جميعاً بحاجة الى بعض الوقت للاسترخاء أو التَّواصل الاجتماعي أو ممارسة الرياضة.
يقترح بعضُ الخبراء تخصيصَ ليلتين في الأسبوع لمثل هذه الأنشطة بعيداً عن العمل، وبذلك يتجنَّب المرءُ العملَ الإضافي في هذين اليومين.
5- شارك في عمل تحبه من اجل المتعه او الفائدة ( افد واستفد ) فالاشخاص الذين يساعدون الاخرين ويشاركون في اعمال خيرية هم اكثر مرونه فكلما اعطى الشخص اكثر حصل على اكثر ، واراح نفسه اكثر .
6- خالط الايجابيين : فالايجابيون يخلقون جوا ايجابياَ جميلاً يساعد على التفكير بشكل ايجابي ، وايجاد الحلول بشكل عملي ، يذكرونك بالاعمال الايجابية زالانجازات التي قمت بها ، لا يقدِّر النَّاسُ دائماً ما لديهم من طاقات. ولذلك، يجب النظرُ إلى النصف الممتلئ من الكوب بدلاً من نصفه الفارغ. وهذا يتطلَّب تحوُّلاً في منظور أولئك الذين هم أكثر تشاؤماً في العادة.
ويمكن تحقيقُ ذلك في الواقع؛ فمن خلال بذل جهدٍ واعٍ، يمكن تدريبُ النفس لتكونَ أكثرَ إيجابيةً عن الحياة، حيث إنَّ المشاكلَ كثيراً ما تكون مسألةَ منظور. وإذا قام المرءُ بتَغيير المنظور الخاص به، قد يرى وَضعَه وحالته من وجهة نظرٍ أكثر إيجابية.
7- العمل بذكاء وليس بجهد : اذا استطعت ان تخطط لعملك فقد خططت للنجاح ، وقد خططت لازالة التوتر في محيطك . فالعمل بذكاء يعني ان تحدد الاولويات والتركيز على المهام التي تحد فرقاً حقيقياً في ادائك المهني .
اذا وضعنا نصب اعيننا ان الله خلقنا وتكفل بنا ، وتكفل برزقنا وعملنا ، وبذلنا وسائل والاسباب ، ارتحنا وارحنا انفسنا ، وازلنا عن انفسنا حمل ثقل التوتر .
استعن بالله وعيش حياتك ، فالحياة تحتاجك ، ومن حولك يريدك .