نحو مجتمع أرقى.. نظرية ماسلو قد تكون الحل!!
بقلم : د. نجوى مرضاح المري *
قبل أيام قليلة فقدنا أبا وملكا استطاع أن يملك قلوب شعبه وحبهم وتأييدهم. بكت القلوب قبل العيون لفقدان ملك الانسانية عبدالله بن عبدالعزيز وبعد ساعات انتقل الحكم إلى أخيه الملك سلمان بن عبدالعزيز بكل انسيابيه وأمان.
الأمن والأمان نعمه لا يمكن تجاهلها ولابد من الحفاظ عليها وشكر الله عليها وأن نسأله أن يديمها علينا وعلى الأمه الإسلامية. الأمان ليس مجرد نعمة أو رفاهية بل هو احتياج إنساني لابد من اشباعه للعيش حياه سليمة على مستوى الفرد والمجتمع.
نظرية ماسلو للاحتياجات قد يراها البعض مجرد نظريه إدارية ولكن هي قد تكون أكثر من ذلك، قد تكون مقياسا لفعالية الفرد وقدراته وكذلك أيديولوجية المجتمع أو طريقة تفكيره.
ماسلو حدد الاحتياجات على شكل هرمي مبتدأ بالاحتياجات الفسيولوجية كالحاجة للغذاء والماء وغيرها، فعند إشباع هذه الاحتياجات تأتي الحاجه للأمان كاحتياج أساسي لابد من إشباعه. وعلى ذلك عندما يكون الفرد ليس لديه احتياج فسيولوجي ويعيش في أمن وسلام ينتقل لإشباع الحاجات الاجتماعية وهي الحاجه للحب وتكوين الصداقات والانتماء الاجتماعي وبعد ذلك يبحث عن التقدير والاحترام وذلك لا يكون إلا بتقدير واحترام الآخرين والسعي لكسب احترامهم بعمل الأنشطة الاجتماعية و مساعدة الآخرين ، على قمة الهرم تأتي الحاجه إلى تقدير الذات وهي الحاجة لإشباع الطموحات والوصول إلى أعلى الدرجات الدراسية ، الوظيفية أو الاجتماعية . ماسلو يرى أن الفرد لابد أن يتدرج لإشباع هذه الاحتياجات على حسب ترتيبها فلا ينتقل إلى إشباع الحاجات العليا إلى بإشباع الحاجات الدنيا حتى يكون سليما و قادرا على العطاء بكفاءة. وعلى ذلك لابد لكل فرد أن يسأل نفسه هل أنا أشبعت هذه الاحتياجات على حسب ترتيبها أم لا؟ و هل المجتمع ساعد على إشباع هذه الاحتياجات على حسب أولوياتها أم لا؟
هناك مثال بسيط على هذه التساؤلات وهو غلاء المهور وتأخر الزواج في المجتمع الذي يؤدي إلى تأخر إشباع إحدى الحاجات الاساسية والغرائز الفطرية وكذلك إحدى الحاجات الاجتماعية و هي الحاجه للحب. على ضوء ذلك من الممكن أن الشاب والشابة ينتقلون لإشباع الحاجات العليا ككسب الاحترام أو حتى تقدير الذات ويحصلون على أعلى الشهادات وهم لا زالوا لم يشبعوا أحد احتياجاتهم الاساسية مما يؤدي إلى تشوه أو صراع داخلي يمنعهما من السعادة المرجوة أو العطاء الكامل. فعلى المجتمع متمثلا في الآباء وذوي السلطة تشجيع الزواج المبكر والبعد عن الإسراف في احتفالات الزواج و مساندة شبابنا لإكمال نصف دينهم وإشباع حاجاتهم حتى يكونوا قادرين على العطاء بكفاءة والبعد عن الرذيلة والمضايقات والمعاكسات.
أيضاً على الآباء والأمهات مراعات هذه الاحتياجات وتفهمها عند تربية أبناءهم. فالأبناء غالبا في سن المراهقة يكونون مرتبطين بأصدقائهم او مولعين بتشجيع فريق رياضي معين وذلك طبيعي لإشباع أحد الحاجات الاجتماعية وهي تكوين الأصدقاء و الشعور بالانتماء. فالآباء عليهم فقط مراقبة أبناءهم من بعد وعدم منعهم من ممارسة هذا السلوك بل العمل على تقنينه لتنشئتهم النشأة السليمة.
هناك ممارسات كثيره وقمع اجتماعي لسلوكيات مرفوضة كالمعاكسات مما يثير تساؤلات مهمة عن سبب هذه السلوكيات. القمع قد يكون أسلوب فعلي لإيقاف هذه السلوكيات ولكن، للأسف، ليس حلا جذريا. لابد أن نبحث عن السبب وازالته وقد يكون إشباع الحاجات وتطبيق نظرية ماسلو حلا ضروريا لتنشئة شبابنا التنشئة السليمة و تقليص السلوكيات الخاطئة والرقي بمجتمعنا..
[IMG]http://www.alraidiah.org/up/up/42406704420150216.png[/IMG]
*دكتوراه إدارة عامة وموارد بشرية