ضفاف الأحد
إزاي تِتْرِسِمْ؟؟
بقلم الأديب / محمد بن ربيع
منذ أكثر من ثلاثين عاما، أحدثت المؤسسة العامة للتدريب المهني برنامجا مسائيا لفائدة الموظفين الراغبين في اكتساب مهارة مهنية من المهارات التي كانت المؤسسة تضطلع بتعليمها والتدريب عليها في تلك الحقبة، الموظف القائم على عمله المعتاد، في أي قطاع من القطاعات، يتلقى تدريبات خلال شهر واحد، في مهنة من المهن، داخل معهد من المعاهد المهنية التي كانت تنتشر في كل مناطق المملكة.
راقت لي الفكرة كثيرا مثلما راقت لخمسة من زملائي المعلمين، لكننا اختلفنا في التخصصات، فقد اختار أحدنا صيانة السيارات، واختار آخر صيانة المكيفات، وثالث اختار الكهرباء، وأنا وأثير لديّ اخترنا صيانة الراديو والتلفزيون، وما كنا ندري عن أهداف المؤسسة من وراء هذا البرنامج، لكنا قلنا لعله ضرب من نشر الثقافة المهنية بين الناس، أو لعله محاولة لسد الحاجة الذاتية، ولو في مجال واحد من مجالات الصيانة المعتادة.
توعية أو سد حاجة ذاتية، لكن أن نفتح محلات للصيانة فلا، نحن موظفون، وهذا مالم ينتبه له المدرب الذي جاءنا في أول لقاء ليدربنا على مقارعة الزبون، إزاي تترسم على الزبون؟ ولتوضيح الفكرة قال: لو جاءك زبون بجهاز عطلان وأدركت أن تصليحه ممكن في دقيقة أو دقيقتين فلا تخبره، قل له تعال غدا، فإذا جاءك من الغد فأخبره عن الأجرة فإن قبل فاضرب له موعدا بعيدا، فإنك إن أخبرته بالواقع فسوف يستكثر ما تطلب، تقول له أجرتي ريال فقط فيرد متبرما: ريال ع سِبّ دقيقه ياخي؟
1 ping