لا تعزفني طويلاً
بقلم الأستاذة / خولة سامي سليقة *
أرجوك لا تعزف طويلاً حين نكون معاً ، أخشى أن أنسى من أكون فأخرج مني ، أحطم تماثيل اللباقة الفارغة ، أكسر آخر كؤوس الأنوثة المحتضرة في جسدي ، أحرق أقنعة الصّبر في هدأة الليل و أعدو مع الأرصفة بجرأة ،أخلع كل مخاوفي التي ألجمتني طويلاً خشية ألمك .
آآآه لو تعرف كم يجرحني هذا الصدع الذي ولد مع أول طفل و آخر طفل بيننا لم ننجبهما أبدا ، تخدشني أصابعك الرقيقة مع مطارق النغم و لا سلم يحمل قدميّ المتعبتين الآن نحوك ، أنكرت عينيّ و ما تريان ، أذنيّ و ما تسمعان ، اتهمت رأسي بالجنون لأكون في الوهم معك .
لو أني أعرف كيف توزع بطاقات الدخول إلى مهزلة الحب الغريبة لأحضر عرضاً واحداً معك ، من يختار من و كيف يختار هذا ذاك ، أين و متى و لماذا يلتقيان ؟
من أوجد ذلك الشعور الموجع الذي يقتات على أعصابنا ، من يطفئه في ليلة واحدة بلا سابق إنذار ؟
بعدك لم يملأ ثغور القلب أحدٌ ، لا يعرفون جميعهم أني بقيت أنتظرك و أنت هنا أمام عينيّ تورق و تزهر في بساتين غيري حبّاً و ثمرا ، بقيت أنتظر أن تهزّ كتفي صحوة ما ، تنبئني أني ما خسرتك و تلك التي رأيتها كانت كذبةً ، أنتظر مشهد فقدك ينتهي و قد ضعت بين أنفاسي حريقاً ، لم ألمك يوماً فلا تعرف أنت تماماً ما أحسّه نحوك ، يصنّف العالم أمثالي بين الجبناء المتخاذلين ، لكني لا أستطيع .. حقّا لا أستطيع .
أغمضت عيني آخر مرّة يوم رحلت برفقة عروسك إلى عالم جديدٍ ، لم تكن ترى أحداً ليقرصك دمعي ، لا تسمع إلا صوتها فيؤرقك صمتي .. و اليوم تعزف لابنتك تخطو إلى عالمها الجديد عروساً،فأعود لأغمض عينيّ أرى رماد حياتي مع خصلات شعرك، تعزف لها و أظنك تعزف لي و تعزفني لأبكي ، على بوابتك وقفت عمراً و ما أجهدني الوقوف لكن عذّبني صمت الحب في دمي ، لو تعرف الأشياء التي تسكن غرفتي مذ أحببتك ؛ بطاقة عرسك ، رقم طاولتي في حفلة زفافك ، منديلك الورقيّ المنسيّ قرب البيانو ، قصاصة من صحيفة فيها لقاء معك ، وردة وصلتني عن طريق الخطأ حين كنت ارتدي و حبيبتك فستانين بلون البنفسج و ظنّت النادلة أني التي تعني ..
الكثير من الأشياء التي لا تعني للعالم شيئاً كانت و ظلت عالمي .
ألمح في زاوية وجهك بريق دمعة تعجبني و أكرهها لأنها تسكن عينك ، أرجوك كفى عزفاً أيقظت مارد النار في كفيّ ، أفركهما معاً أترقب حريقاً يغيّر مسار بهجتكم و أرفع السوط لأجلد من جديد حلمي ، كل أنثى تقرأ الألحان كتبت من أجلها ، تحسبها من أنينها قصيدة مغنّاة تطرب لها ، وحدنا أنا و الحياة واثقتان أن ما يسبح بين النغم و أصابعك خلق مني و من أجلي ، حياة موتورةٌ أطيعُ سوتها لتهدر فرحي ، أحتفي بعذابها لتسخر مني ، حياة أردتها لي بلا عينيمرّة يوم رحلت برفقة عروسك إلى عالم جديدٍ ، لم تكن ترى أحداً ليقرصك دمعي ، لا تسمع إلا صوتها فيؤرقك صمتي .. و اليوم تعزف لابنتك تخطو إلى عالمها الجديد عروساً،فأعود لأغمض عينيّ أرى رماد حياتي مع خصلات شعرك، تعزف لها و أظنك تعزف لي و تعزفني لأبكي ، على بوابتك وقفت عمراً و ما أجهدني
الوقوف لكن عذّبني صمت الحب في دمي ، لو تعرف الأشياء التي تسكن غرفتي مذ أحببتك ؛ بطاقة عرسك ، رقم طاولتي في حفلة زفافك ، منديلك الورقيّ المنسيّ قرب البيانو ، قصاصة من صحيفة فيها لقاء معك ، وردة وصلتني عن طريق الخطأ حين
كنت ارتدي و حبيبتك فستانين بلون البنفسج و ظنّت النادلة أني التي تعني ..
الكثير من الأشياء التي لا تعني للعالم شيئاً كانت و ظلت عالمي .
ألمح في زاوية وجهك بريق دمعة تعجبني و أكرهها لأنها تسكن عينك ، أرجوك كفى عزفاً أيقظت مارد النار في كفيّ ، أفركهما معاً أترقب حريقاً يغيّر مسار بهجتكم و أرفع السوط لأجلد من جديد حلمي ، كل أنثى تقرأ الألحان كتبت من أجلها ، تحسبها من أنينها قصيدة مغنّاة تطرب لها ، وحدنا أنا و الحياة واثقتان أن ما يسبح بين النغم و أصابعك خلق مني و من أجلي ، حياة موتورةٌ أطيعُ قسوتها لتهدر فرحي ، أحتفي بعذابها لتسخر مني ، حياة أردتها لي بلا عينيك فأطفأتُ النور بعدك ، ما عدت لي ما كنت يوما لي أيضاً ، كفّ عن العزف أرجوك أما كفاك .. ؟
عشرون عاماً تقتلع من ضفائري موسيقا أراقصها و تقتلني .
* كاتبة ، قاصة
2 pings