خواطري لك
بقلم الدكتورة / مي العنزي *
إليك أنت ..نعم أنت..
أضع خواطري هذه بين يديك لعلها تضمد جراحا,تسعد قلباً أو تدفع إلى الأمام طموحا.
أهديك جزءاً من تجربتي وقليل من إطلاعي لتكون مستعدا مستمتعا برحلتك نحو التغيير.
فالتغيير لغة الكون كرحلة الصباح مع الليل والشروق مع الغروب وهو مفتاح الحياة ودليل على أن المياة في حالة جريان لاركود. هو توازن للبشرية, إتساع للعلم والمعرفة ونماء للحياة.هو بوابة لرحلة ممتدة لايمكن معرفة كل تفاصيلها مسبقا وهي مختلفة من شخص لأخر ومن مرحلة لأخرى.
عامل التغيير كصديق مقرب ليعطيك من قوته وجمال أسراره وأرجوك لا تحاول مقاومته لأنك حتما ستعيشه إما بوعي وإختيار (وهذا الأفضل) وإما مضطرا (وربما يؤذيك إلا إذا قررت أن تستثمر الصعاب لصالحك).
إختيار الوجهة خلال الرحلة هي بوصلتك الشخصية وضوحها يكون بقدر معرفتك لنفسك والتصالح معها.وإختيار وجهة أخرى من أجل حديث الناس هو تدمير لذاتك وقمع لحريتك أما إن كان الطريق الأول لم يعد مناسب لك (طبيعي في مراحل التغيير) أو لأنك أخطأت المسار (طبيعتك البشرية) وقررت حينها مسار أخر فهذه شجاعة منك وبداية لإنطلاقة جديدة ومثمرة بإذن الله.
تذكر أن القائد الوحيد لحياتك هو أنت وأن مصدر قوتك هو الله متيقنا أنه سبحانه قد سخر لك هذا الكون, فقط كن منتبه لرسائله لك وحاول أن تفهمها وتهتدي بها نحو النور.
لابأس أن تطلب الإستشارة حينما تختلط عليك الأمور لكن ليس كل قريب أو صديق هو مهيء لذلك بل عليك بأهل الإختصاص والخبرة الواعية ثم خذ منها ماهو مناسب لك فقط. وعلى كل حال كن معتمدا على الله اطلب منه العون ثم عد إلى مرشدك الذاتي(صوتك الداخلي) هبة الله لك,الأمر يعود لك لاتسمح أن يقوده غيرك وكن مسئولا عن ذاتك فأنت من سيتحمل كل تبعات قراراتك. حياتك ستعتريها محطات (هبوط,استقرار,إرتفاع ) عليك بالصبر,التقبل والمرونة لتمر روحك بسلام فلا الهم يبقى ولا الفرح يموت نحتاج أن نفهم لعبة الدنيا. التجديد بوعي كالمصباح الذي ينور حياتك جانبا تلو الأخر كمن يفيق بعد غيبوبة أو كوردة تنمو من عدم أو كشخص كان ينظر للحياة من ثقب صغير متجاهلا سعة السماء وعلوها هي ولادة جديدة مفعمة بالحياة .
ختاما أقول أنت تستطيع ومعونة الله تحيط بك دائما فهو الذي يقويك إذا ضعفت ويجبرك إذا انكسرت ويهديك إذا أضللت الطريق منعه رحمة وتوفيقه رأفة.
التغيير للخير يليق بك.. فانطلق والله يرعاك..