نحو مجتمع ارقى.. عذرا وطني!!
بقلم الدكتورة / نجوى مرضاح المري *
عذرا الرائديه لتأخري عن الكتابه والتي كانت بسبب الإحباطات المتوالية مما اشاهده حولي والتي أدت الى عزوفي او عدم رغبتي في الكتابه. في خلال الأشهر المنصرمة ، هناك احداث استفزتني للكتابه ولكن الشعور بالاحباط من بعض افراد المجتمع جعلني اشعر ان سلسلة مقالاتي "نحو مجتمع ارقى" لا تغني ولا تسمن من جوع ولن تؤثر في هؤلاء الأفراد الذين همهم الأكبر هو الاستهتار والسخرية والبعد عن المسؤولية الفرديه و المجتمعية والوطنية والتي لا اعتقد انها للاسف تهتم بقراءة هذه المقالات. نعم أصبت بإحباط وعدم رغبة في الكتابه لما اشاهده حولي وأقرأه يوميا في وسائل التواصل الاجتماعي. نعم فهؤلاء ينقلون الأخبار بلا علم بصحتها وكأن الفائز من ينشر الخبر اولا من غير أدنى اهتمام بأثر الخبر على المتلقي او المجتمع. وهناك من يتعامل مع الأخبار والاحداث العظيمة التي يمر بها الوطن باستهتار وسخرية تبعث الخجل والاحباط. نعم تبعث الخجل والاحباط فحينما ننظر الى ردة فعل شريحة من المجتمع مع زيارة ترامب الى الوطن بالرغم من ما تحمله زيارته من ثقل سياسي واقتصادي كبير يؤثر على المملكة الحبيبة والعالم الاسلامي، نرى ردة الفعل صادمة ومخالفة لما كان متوقع من افراد راقيين. للاسف تغاضت هذه الشريحة من المجتمع عن التركيز على أهمية الحدث لتركز على زوجة ترامب وابنته؛ ليتحول الحدث العظيم الى مجال للسخرية والاستهتار. هذا السلوك الغير لائق دفعت بعض القنوات الأجنبية لتسليط الضوء على ردة فعل المجتمع السعودي ازاء الحدث وكيف تعاملوا معه من نظره دونيه تبين تفاهة الشعب السعودي. قد يكون الكلام قاسي ولكن هذا ما حدث فبالرغم ان هناك شرائح في المجتمع مثقفة وراقيه، ردة فعل هؤلاء الفئة المستهترة كانت هي البارزة ليجعل هذه القنوات الحقودة تسلط الضوء عليها وتعمم على الشعب السعودي بأكمله؛ وكما قيل" الخير يخص والشر يعم". ومن ناحية اخرى، كيفية تعامل بعض افراد المجتمع مع الأوضاع السياسية المتوترة بين قطر ووطننا الحبيب محبطة ايضا. فهناك من اصبح يسب ويلقي الكلام الغير لائق والقذائف اللفظية على شعب قطر وجهلوا ان شعب قطر اخوتنا قادهم المصير ان يكون تحت حكم سلطة طاغية والاجدى ان نشعر بالأسى لما يحدث معهم في ظل حكومتهم بدلا من ابداء مشاعر غير لائقة ابدا.
ما بين احداث ترامب و قطر هناك ايضا الكثير من الإحباطات المتوالية من افراد الوطن التي أسعى ونسعى جميعا الى خدمته والرقي به. هذه الإحباطات جعلتني افكر لماذا كانت ردة فعلهم بهذه الصوره المخزية؟ هل بسبب اللامسؤولية الوطنية؟ هل هو بسبب جهلهم بالعملية السياسية وتعاملهم مع الأحداث السياسية بطريقة هزلية؟ هل هو بسبب غياب دور التعليم عن تأهيل افراد المجتمع للتعامل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؟؟
الجواب على هذه الاسئلة قد يكون بداية الطريق للرقي بمجتمعنا .. كتابة مقالات شهرية قد لا تكفي ولابد من تكاتف الجهود من كافة افراد المجتمع لتثقيفهم والرقي بمجتمعنا. أعترف ان احباطي وعزوفي عن الكتابة هو تقصير مني لواجب وطني نحو افراد المجتمع فكل واحد منا لابد ان يعمل بما يستطيعه لخدمة المجتمع والوطن ولو كان العمل صغيرا فمن الحصى تُبنى الجبال.. فيجب على كل فرد منا ان يشعر بتقصيره وان يحاول جاهدا ان يخدم الوطن ويعمل على رقي المجتمع .. فعذرا وطني..
2 pings