[JUSTIFY][COLOR=#010100][SIZE=5][FONT=Arial]
[CENTER][SIZE=6][COLOR=#066DD2]القيم المرورية بين النظرية والتطبيق[/COLOR][/SIZE]
[/CENTER]
[COLOR=#921C07]بقلم الدكتور / هاني محمود المطارنه*
[/COLOR]
لقد أذهلتني الإحصاءات الصادرة عن دوائر المرور، بما تحصده الحوادث المرورية من أرواح،وما تُخلّفه من إعاقات،عدا الخسائر المادية.ودون أن أُعرّج عليها سأكتفي بذكر ما قاله أحد الباحثين السعوديين: " إنّ حوادث المرور في السعودية تـُزهق من الأرواح ، وتُخلّـف من الإعاقات أكثر مما يقع لفلسطيني الأراضي المحتلة على يد يهود ".
أتفق أهـل الاختصاص على ثلاثـة قـيم معيارية هي بمثابـة دستور العـملية المروريـة من جانب خاص ، وهـي قـيم إيجابية السلوك التربوي من جانب عـام ، في الحقـيقة أنـّه يدخل في مضمار كل قـيمة مجموعة من القـيم التي
تحكم العملية المرورية،لتكون المركبات نعمة لنا كما أرادها المُنعم عزّوجل بحيث تـوصلنا إلى بـلاد لم نكن بالغـيها إلا بشـق الأنفـس،لا أن تكون نقمـة حصادها إهلاك الحرث والنسل.
[COLOR=#0061FF]القيمة الأولى[/COLOR] : ( الفن ) والفن من قيم التربية الجمالية التي ينطوي تحتها حُسن التعامل مع الأشياء والأشخاص،والعملية الفنية في قيادة المركبات يلحق بها ثلاثة قضايا هي:المركبة،الطريق ،السائق . وهي نفسها مسببات الحوادث المرورية. وبفضل من الله ثم توجيهات أولياء الأمر في المملكة العربية السعودية-حفظهم الله- تتمتع المملكة بشبكة هندسية رائعة من شبكة الطرق داخل المدن وخارجها ،وإنّ النظم الفاعلة لا تُجيز استيراد المركبات مما زاد عمر تصنيعها على الخمس سنوات.فـأين الخلل؟!إنّه ينحصر بالسائق وفنية تعامله مع المركبة والطريق والأخرين،والأخص بثالثها ،فهل سائقنا يُفعّـل قيم الفن بأسلوب تربوي جميل؟
[COLOR=#001CFF]القيمة الثانية [/COLOR]: ( الذوق ) والذوق قيمة عليا من قيم الإيمان التي تندرج تحتها قيم الحياء واحترام الأخرين وأن حرية الشخص إنما تبدأ حين تنهي حرية الأخرين،فهي قيمة ما كانت بشيء إلا زانته ،وما انتقصت من شيء إلا شانته. وهي أدب المعاملة،والدفع بالتي هي أحسن عند ذوي الحظ العظيم،ولذا كانت من القيم الإيمانية،فهل عرفنا ما لنا وما علينا بما يوجبه قانون المرور؟أما إنّ الأولوية كما ذهب أحدهم هي لقليلي الذوق؟وهل نحن في حلبة صراع أو سباق وتفحيط؟أم نحن بواسطة نقل ما همّ لنا إلا الوصول إلى غايتنا بأمن وسلام ؟
وتاليا ً: هل فعـّلنا قيمة الذوق في واقعنا المروري؟
[COLOR=#002CFF]القيمة الثالثة[/COLOR] : ( الأخلاق ) والأخلاق اسم جامع لكل سلوك طيب،وما كانت الرسالة الإلهية الخاتمة بمعناها الشمولي إلا هداية للناس ورحمة للعالمين من خلال إتمام مكارم الأخلاق ،فلما نضيق ذرعا ً بما تفرضه علينا النظم والقوانين من سلوكيات أخلاقية هي بالواقع حماية لأنفسنا وممتلكاتنا، وإفساح لمجال حريتنا والأخرين؟ وهل الروادع والزواجر من ساهر والرادار وغيرها إلا من هذا القبيل؟ لأن مخالفة المرور هي اعتداء صارخ
على حقوق العباد ، وخروج عن دائرة الحرية الشخصية ، وتجاوز لحدود الخلق الحسن.
وأخيراً فلم تأت قيم دستور المرور من فراغ،وإذا كانت بمفرداتها الثلاث شاملة لقـيم الإيمان والجمال والهداية ،الفن ،الذوق،الأخلاق، هـي قــيم ترتضيها النفس السوية نظرياً بصفتها اتجاهات وجدانية تربوية،فلما لا نفعّـلها في واقعنا بصفتها اتجاهات أدائية ( نفسحركية) للتكتمل بها أهدافنا التربوية في العملية المرورية؟!
[COLOR=#921C07] * قسم التربية وعلم النفس بكلية العلوم والآداب بالخفجي .
[/COLOR]
[/FONT][/SIZE][/COLOR][/JUSTIFY]