التميز النفسي والطريق إلى العالمية
بقلم / أ.د. بشرى إسماعيل *
في ضوء علم النفس الايجابي، واهتمامه المتزايد بتنمية الطاقات الكامنة في الفرد، وليس التركيز على جوانب القصور والعجز والمرض، كما كان اتجاه علم النفس في الماضي، قبل أن يضع مارتن سيلجمان بذور علم النفس الايجابي.
ومن أجل هذا انطلقت ثورات التنمية والتطوير لقدرات ومهارات الانسان ، وذلك لمواكبة عالم اليوم، سريع التغير والتطور العلمي والمعرفي والتقني، وللوصول بالفرد إلى مستوى التميز في إنجاز وظائفه الشخصية ( التميز الذاتي)، ووأدواره وعلاقاته الاجتماعية ( التميز الاجتماعي)، وأداءه الدراسي ( التميز الأكاديمي)، ووظائفه المهنية ( التميز المهني)، وروحياً وقيمياً ( التميز الروحي) ليتحقق بذلك التميز النفسي للفرد.
ومن المعتقدات الخاطئة أن تميز الفرد يعني أنعزاله عن الآخرين، أو منافسة الآخر لأنه خصمه ونده ولابد من هزيمته.... ومثل هذه الأفكار أدت إلى انتشار المنافسة العدائية بين الأفراد والغيرة والصغينة والتشفي، وتزايد الضغوط وعواقبها النفسية والجسمية.
وبنظرة أوسع، فإن هذا يعد من أسباب ضعف التنمية في مجتمعاتنا، إذ أصبح كل فرد ينشغل بالآخر، أكثر من تطوير ذاته وامكاناته...
وستبدأ التنمية المجتمعية للفرد والمجتمع بالاهتمام بتحقيق التميز النفسي لأفراد هذه المجتمعات، وستتحقق مؤشرات الجودة والمنافسة العالمية وليست المحلية فقط، فالتعمق في المحلية هي سبيل وصولنا للعالمية...
سأصور لكم موقف واقعي حدث بين شخصان يحاولان الوصول لنفس الهدف، دار بينهما هذا الحوار:
انت لديك هدف وانا كذلك...
لن أترك تحقيق هدفي من أجلك .....
مهما حدث منك لن أتخلى عن هذا الهدف...
حتى اذا تشابهت أهدافنا فهذا لا يعوق وصولنا.....
فأنا وأنت نريد التميز والصعود نحو القمة..
فليس هناك مستحيل....
بل أننا قادرون على الوصول ....
فقط تعالى ننطلق معاً...
نتعاون ونشد أزر بعضنا بعضا.....
ونشجع أنفسنا لكي نصل معاً .............
فلا أنت تستطيع حذفي من حياتك ولا أنت .........
هيا بنا أنا وأنت نصعد وننطلق لتحقيق هدفنا ...........
تأكد أنه اذا انت وصلت لهدفك وصعدت قبلي، ستأخذ بيدي وتساعدني، وليكون دافعاً لي لاستمر لأنك وصلت وهذا يعني أن الهدف ليس صعب أو غير واقعي...
تأكد أنك سندي وعوني وذراعي ومتكأ لي وقت الفتور والملل، تقويني تارة وتدفعني تارة أخرى نحو القمة....
اذا وصلت، فهذا لا يعني أنك عائق لي لتحقيق هدفي، بل وقتها ستكون قدوتي ولا تكون أبداً عدوي...
لماذا لا ننجح انا وانت وهو وهم للوصول نحو التميز، أتدري لماذا؟!!!!!!
( لأننا جميعنا في حق التميز سواء )
أكررها مرة ثانية :
( لأننا جميعنا في حق التميز سواء )
وثالثة :
( لأننا جميعنا في حق التميز سواء )
فهيا بنا ننطلق نحو القمة
هيا بنا نتعاون
نتنافس ليصل جميعنا لا ليصل أحدنا ويخفق الآخرون
وليتميز كل منا بكيفية وصوله وبشخصيته وبذكاءاته المتعددة.
لنرفع في النهاية بعد أن نصل، شعار?
( كلنا متميزون + كلما مبدعون + كلنا في حق النجاح سواء )
أن تعددت الطرق واختلفت السبل وتنوع التفكير في النهاية بإذن الله حتماً سنصل ...
أخي أحب لك الخير كما أحبه لنفسي ... فنحن أخوة في الانسانية وكلنا بشر نصيب ونخطأ ونخفق وننجح وكلنا في حق التميز والنجاح سواء .....
✍️ كلنا متميزون وسنصل للعالمية معاً ✍️
✍️ هيا بنا نبني ونطور وندير عجلة الانتاج✍️
ولنترك خلافاتنا في قاع عميق تسحق فيه، وتنمو عليه شجرة يانعة
مثمرة أساسها الحب والتعاون والأخلاص والانتماء
* أستاذ الارشاد النفسي بجامعة الزقازيق
2 pings