حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة (٢)
بقلم الدكتورة / سعاد المولد *
كتبت سابقاً عن حقوق ذوي الإحتياجات الخاصة في الحصول على الخدمات اللازمة لهم في مختلف القطاعات ..
ما دعاني للكتابة مرة أخرى هو اطلاق وزارة الصحة لمبادرة "مساندة "وهي عبارة عن مكاتب للخدمات المساندة للأشخاص ذوي الإعاقة ..
وكما ورد في الخبر أوضحت وزارة الصحة "أن هذه المكاتب ستتولى تقديم الخدمات اللوجستية للأشخاص ذوي الإعاقة بدءاً من مواقف السيارات ومروراً بخدمات فتح الملف الطبي والحصول على المواعيد والتنقل داخل المنشأة الصحية وانتهاء بالحصول على التقارير الطبية ، وكذلك يهدف للإرتقاء بآلية تقديم الخدمات ... إلى اخر الخبر"
ما ورد شيء جميل ومبهج وتشكر وزارة الصحة على هذا التوجه الذي يعتبر ليس بادرة إنسانية فقط بقدر ما هو واجب تؤدية نحو هذه الفئة الغالية ، ولتشمل خدماتها جميع فئات وشرائح المجتمع .
ذُكر في الخبر فئات ذوي الإعاقة "الحركية،السمعية، البصرية وهذا جيد خصوصا بالنسبة "للصم والبكم" حيث يعانون ونعاني معهم من عدم القدرة على التواصل خاصة من لا يستطيعون القراءة والكتابة بدءاً من دخول المركز وفي جميع المحطات التي يمرون عليها وبالتالي تكون الخدمة المقدمة منقوصة إن لم تكن خاطئة وهذه مشكلة كبيرة ...
السؤال هنا ما هي آلية تطبيق هذه المبادرة في المستشفيات او في مراكز الرعاية الصحية الاولية؟
فكما هو معلوم وأخص بالذكر هنا المراكز الصحية المشاكل التي تواجهها سواء من سوء البُنى التحتية في بعضها او نقص في الموارد والكوادر المدربة وغيرها..
خاصة في مراكز الرعاية الصحية التابعة للقرى والهجر او حتى في بعض المراكز داخل المُدن !
في الحديث الأخير لولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قال:"المفروض كل الجهات تُدعم وتُحفز وتحقق إنجازاً، والجهة التي تتأخر يتم مراجعة التأخير وأسبابة وكيف نعمل عليه"
إذا من المفترض ان العمل في تطوير المراكز الصحية ليس في جهة واحدة فقط بحيث تحصل بعض المراكز على إعتماد المنشآت الصحية بينما غيرها تعاني وتفتقر لمقومات تقديم الخدمات الصحية بشكل صحيح وسليم!!
يوجد خلل في الخطط ولابد من إصلاحه
من الواجب ان تمول وتعمل جميع البرامج في خط واحد
لا يُجدى الإهتمام ببعض المراكز على حساب اخرى!
تأهيل المباني ، تدريب الكوادر ، وتوفير الموارد وغيرها من المتطلبات لابد ان توضع لها خطط وتُفعل بنفس الجهد والوتيرة لجميع المراكز
من المفترض اننا نبحث عن نجاح فريق عمل ومخرجات صحية مناسبة وليس نجاح او مجد شخصي..
عند إطلاق رؤية ٢٠٣٠ تفائلت بالتغيير ومازلت متفائلة ،
ولكن لتحقيق الأهداف لابد ان يعمل الجميع جنباً إلى جنب كلاً فيما يخصه ،
وكما قال ولي ولي العهد"نحن نسابق الزمن،لا نريد ان نتأخر، وفي نفس الوقت نريد أن نعمل بشكل إحترافي وعالٍ جداً"
وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير