[CENTER][COLOR=#050500][B][SIZE=5][FONT=Arial]
[COLOR=#001CFF][SIZE=7] تفقد قلبك قبل أن تفقده[/SIZE]
[/COLOR]
[RIGHT][COLOR=#FF2600]* بقلم الدكتورة / نادية الخالدي [/COLOR]
[/RIGHT]
[JUSTIFY]
هل زارتك يوما مشاعر لا مناسبة لها ؟ كحزن مفاجئ ، أو فرحة بلا سبب ، أو ضيق صدر لا مبرر له ؟
بالتأكيد ، إنه أمر طبيعي نمرُّ به جميعنا ، ورغم ذلك ما زلنا نتقن ردات الفعل تجاهه ، من دون أن نعرف السبب الذي هو بسيط بعض الشيء ، ومعقد بعض الشيء ، وبين البسيط والمعقد يكمن هذا الشيء ، إنها المشاعر المهملة التي تجاهلتها ، ظنا منك أن تجاهل المشاعر هو علاجها .
عزيزي القارئ : مع خالص أسفي أخبرك بأن المشاعر التي تتجاهلها تقتلك ! كيف ذلك ؟
إن تراكم شعور معيَّن ، كشعور الخوف مثلا ، يؤدي لحالة عالية من القلق ، الذي بدوره سيفتح مصاريع بوابات الأمراض النفسية والعضوية ، لتقدمك فريسة لها والمذنب و المذنب به هو " أنت " .
إذا : ما الحل الواقي لكل ذلك ؟ الحل : إنه موضوع المقالة ( تفَقد قلبك ) ... اهتم بكل شعور تشعر به ، وقم بمعالجته باللحظة ذاتها ، من دون تأجيل أو تسويف ، حتى لا يتراكم ويدمرك .. كيف ذلك؟
إذا شعرت بالحزن من موقف معيَّن ؛ احزن ، وابكِ ، وإن لم تبكي تباكى .. إذا شعرت بالقلق ؛ اقلق ، لتتخلص منه .. لا تهمل القلق .. إن شعرت بالفرح ، افرح واسعد ، ولا تهمل الفرح ، بحجة مآسي الماضي ، اهتم بكل شعور تشعر به ، وعشه كلحظة مجرَّدة من ماضيها ومستقبلها ، لتخرج كل طاقاته ، فتتخلص منه.. وإياك إياك أن تهمله وتكابر عليه ، فتفقد عندها كل مؤشرات التنبيه التي تشبهه في المستقبل ، فلو عدنا لمثالنا الأول ، وهو أن تشعر بالحزن ، وتهمل الحزن ، وتقاوم رغبتك بالبكاء أو العزلة مع تكرار هذا الإهمال ، ستجد نفسك لا تفهم ما الحزن أصلا ، تتمنى البكاء ولا تستطيع ، تتمنى أن يرشدك أحد إلى كيف تكون حزينا ، لتتخلص منه ولن تجد لطلبك مجيبا أو لرغبتك مأوى ، فالعقل تبرمج على إهمال هذا الشعور ، والمضحك الساخر حينها أنك وبصورة لا إرادية ستتصرَّف بحماقة في مواقف الحزن ، فقد اختفى تعريف مفهومه بجسدك وسلوكك ، وحلَّ محله مفهوم آخر ، لا علاقة له بالحزن الذي صار لا شعور أصلا ؛ كالضحك على المواقف المؤلمة ، كردة فعل لشدة الحزن.
فتصبح بذلك شخصا غريب الأطوار ، يعبِّر تعابير عكسية ولا عزاء للإحراج وقتها ، وكل ذلك بسبب بسيط جدا وهو إهمال المشاعر الأصلية ، ولأنك لم تتفَقد قلبك يوميا ، فالشعور يحتاج إلى التدارك السريع ؛ فإن لم تدركه أدركك واختفى ، وأتى شعور آخر مكانه يحرجك من نفسك قبل الجميع.
عزيزي الإنسان : أرجوك " تفَقد " قلبك قبل أن " تفقده " .
[/JUSTIFY]
[RIGHT][COLOR=#FF1700]* روائية كويتية تكتب في تطوير المهارات الذاتية وعلم النفس وأنماط الشخصيات[/COLOR]
[/RIGHT]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/CENTER]