هل ستحلق المشاعر خارج الصندوق؟
بقلم الكاتبة / ميمونة العنزي *
ذلك الصندوق القابع بين الأعماق، المتواري خلف ستار مشاعر، تُزيفها لنا حقيقة واقعنا، نصنع منها قناعاً، نحاول به مواجهة مواقفنا الحياتية؛ فنخرج منها بقليل من الرضا..
بينما نخفي داخل ذلك الصندوق، تلك المشاعر التي تحقق لنا الانسجام الداخلي؛ و تحافظ على الايجابية في السلوك والتعامل.
وفي طريق الحياة تمر بنا منعطفات من خذلان وانكسار، وتخوض بنا معارك الحياة، حيث ننتهي إلى مطاف يجعل منا نرتدي قناع مشاعر لا تشبهنا، وكل مشاعرنا الحقيقية نجمعها بصندوق نغلقه بإحكام .. ثم نزج به ليبحر بيم الأعماق ..
نعيش دور ممثلين، نظهر القسوة، نظلل العاطفة التي تختنق بداخلنا؛ كي نظهر بما يريد الغير لا بما نريد نحن ..
أشبه بالسجناء؟ تهيم مشاعرهم في عنابر مظلمة؛ تعتريهم زمهرير شتاء.. وجفاف صيف..
ماذا لو أعطينا لأحدهم مفتاح الصندوق أو سمحنا له بطرقه!
ما الذي سيحدث؟.
ستتبعثر تلك الأغبرة، وتعصف الرياح،نحاول أن نعاكس اتجاهها كي لا تأخذنا في طريقها..
نغرق بين أمواج تغوص بنا،وأخرى تسير بنا إلى مرفئ نجاة ..
تلك المشاعر الحقيقية خرجت من الصندوق؛ إما أن تصمد أو تتلاشى ..
لذا.. يجب أن نشرع الأبواب المؤصدة، نخرج أنفسنا من قفص الأفكار التي تأسرنا في مكان ليس لأرواحنا علاقة به..
ننطلق.. نحلق.. ثم نلتقي بأرواحنا المسافرة.. لتنتهي رحلة الشتات؛ وتخرج ما في جعبة الصناديق المظلمة إلى النور ..
* كاتبة ومدربة في المجال الاجتماعي وتطوير الذات