ماهي مدمرات مواهب الأبناء؟
بقلم الكاتبة / شروق حلبي *
رسمتُ رسمةً لمنظر طبيعي تعالت فيه الأشجار، والأزهار الفوَّاحة بألوانها الساحرة؛ أردتُ بذلك أن أُري كل من ينظر إليها بديع صنع البارئ، الأرض حولنا، والسماء فوقنا تركتُ إعجابًا ونشوة فيها من الروائع ما تجاوز حد الإتقان والإبداع والجمال، مملوءة بالعطف والحنان، كأنها صورة ناطقة معبرة لعظمة الخالق وإبداعه.
شاهدتْ والدتي ما رسمت أُعجبتْ بها كثيرًا، وجدتُ عبارات من الثناء ما حفزني للاستمرار في الإبداع، وبعد ذلك الثناء، أرشدتني إلى إضافات لمسات جمالية من إبداع آيات الله في أرضه منها: إضافة بعض مياه الغدير وهو ينساب، وبساط أخضر للأرض، وقطرات النَّدى وهي تتساقط على وريقات الأزهار.
سعدتُ بتلك التوجيهات التي كانت بمثابة التقدير والاهتمام بموهبتي، فتبادر إلى ذهني لو أن كل موهوب وجد التوجيهات والعناية من الوالدين، وابتعد الوالدين عن بعض المدمرات لنمت موهبته وأبدع، ومن تلك المدمرات التي يقع فيها الآباء والأمهات:
١- أسلوب الحماية الزائدة: و تتمثل في العناية المفرطة بالطفل الموهوب والمغالاة في حمايته، والمحافظة عليه.
٢- المقارنة بين طفلهم والآخرين، فتضعف ثقته بنفسه وإحساسه الدائم بأن هناك من هو أفضل منه.
٣- السخرية والتذبذب في المعاملة: وذلك عند تقلب الوالدين في المعاملة مع الموهوب بين الشدة واللين، والقبول والرفض مما يجعله قَلِق بصفة مستمرة ويركن إلى الانطواء والخوف.
٤- قفل باب الحوار مع الطفل، فذلك يقتل الذكاء اللغوي، والاجتماعي، ولا يدرك الوالدين أن طفلهم موهوب، وهذا من أكبر الأخطاء عدم اكتشاف البذرة التي تجعل من طفلهم موهوب في يومٍ ما.
٥- إلزام الطفل على تصغير خطه في المرحلة الابتدائية، الخط الكبير يرمز إلى الثقة بالنفس والأمان، فإذا صَغُر الخط معناه فقد هاتين الصفتين.
٦- السخرية من أفكار الطفل والتعليق الغير تربوي على ما يقدمه من إنتاج وتقدم، وبذلك تصبح الدافعية لديه متدنية.
٧- الإفراط والتساهل من الوالدين بترك الطفل الموهوب أمام وسائل الإلهاء من: التلفاز، والألعاب الإلكترونية، وغيرها، ( وهم يَحْسَبُونَ أنَّهم يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) ، وأنه سوف يحصل على المرح والفائدة كل ذلك يقتل الذكاء اللغوي، والذكاء الاجتماعي، و تسبب نزيف الدماغ لشدة التركيز، واستهلاك خلايا الدماغ قبل أوانها فعندما يكبر يفقد بعض من المهارات ويدمر استعداد الطفل للموهبة والإبداع. وفي عدد من الدراسات وجد عدد كبير من الأطفال في غيبوبة من هذه الألعاب الإلكترونية.
٨- المبالغة والإعجاب الزائد بالموهوب، لا ريب أن الوالدين يحبون التميز لأبنائهم ذلك يجعلهم يعمهون (يتحيرون) ، مما يترتب على ذلك ما يلي:
- شعوره بالغرور الزائد بالنفس.
- إصابته بالفشل عندما يتصادم مع الآخرين الذين لا يمنحونه نفس القدر من الإعجاب.
٩- الضرب على الوجه فهو يقتل من (٣٠٠ إلى ٤٠٠) خلية عقلية عصبية بالدماغ، وعكسه تماما المسح على الرأس فهو يخلق خلايا دماغية جديدة.
١٠- عدم تناول وجبة الإفطار، الذين لا يتناولون وجبة الإفطار سوف ينخفض مع معدل السكر لديهم، وهذا يقود إلى عدم وصول غذاء كامل لخلايا المخ مما يؤدي إلى انحلالها.
11- الإقلال من شرب الماء خاصة أثناء التعليم. شرب الماء هو سِرُّ الحياة ويجب شرب كوب ماء كل (٤٥) دقيقة، وإذا لم يتم شرب الطفل الماء يصدر حركات لا إرادية مثلًا: كحة، عطس، يحرك الكرسي أو يسحب الطاولة، حيث يُظهر للمربي أنه يفتعل الإزعاج.
الموهبة منحة وعطية من عند اللَّه لتدوم هذه المنحة لابد من مساعدة الموهوب ليصل إلى أهدافه والبعد عن هذه الأخطاء ليكسب الثقة بنفسه، ويبني مكانته بين الناس ويحقق الإبداع المتوقع منه في مجال معين من المجالات التي أبدع فيها، وللوصول إلى رؤية أوسع وأشمل.
* كاتبة ومدربة متخصصة في المجال الاجتماعي وتطوير الذات