قلبي يضحك
بقلم الاخصائية النفسية / خلود مفلح الحارثي *
شعور حقيقي يتوارد داخلنا حينما نكون بالقرب من أولئك الناس ، و هو شعور السُرور من داخل قلبك الصغير ، أُناس ربما تعرفهم للحظة ما ، أو موقف عابر ، و قد تعرفهم منذ زمن المهم أن ذاك الشعور يخالج نفسك فور تواجدك بمحيطهم أو تواجدهم بمحيطك ، تبدأ كيميائية عجيبة بين أطراف الحديث ، بل تحدث تلك الوقفة النفسية المتأملة بملامح و حركات و إيماءات أشكالهم و تبدأ بالتحليل الفوري في ثواني سريعة عن المقصود و غير المقصود بما يدور حولنا ، معهم لا نخشى المعتاد و الجديد ، ثمة أمور انفعاليه تستدعي الكثير من المناقشات و لكن معهم تنحل العُقد و تنهال موجات السرور داخل أوردتك ، ليسوا بكاملين و لا أصف مثاليتهم بل بسطاء غير متكلفون نفسياً ، تتفكك بمجالسهم الهموم ، متواضعون في زُخرف الكلام ،بلهجاتهم و عادتهم يصنعون حضارة الترف الاجتماعي عن مستويات الترفيه الباهظة ، يبتعدون كل البعد عن أعراض الناس و الطعن بظهرهم ، يتبادرون في زرع الأوصاف الحسنة ، حين مخالطتهم و الله نشعر بأن القلب يضحك و يتسارع بنبضه ليصل إلى فمنا ليرسم البسمات الهادئة و البسمات الصارخة و لتعلو معه القهقهات السعيدة بينهم ، هؤلاء حقيقة نحتاجهم و نحتاج تكاثرهم بمحيطنا ،منها نكون ممتنين لذكريات صنعناها بجمال أرواحهم و أرواحنا ، و حين نكون أيضاً معهم فإننا لا نتوقف عن الضحك المتواصل بل يأتينا ما أراه بالغشوة التنفسية حيث أننا نستقطع النفس بالضحك بطريقة عجيبة لدرجة أنك لا تستطيع التوقف عنه رغم أهمية أنفاسك وقتها شعور غريب يتمالك عقلك ما هو هذا الشيء الذي جعلك لا تقاوم اللحظة المضحكة! و تستمر معك رغم توقف الجميع أحيان و ما أن تصمت قليلاً و تسلى عنها إلا أنها تعاودك الكرة بضحك متناوب جميل و كأنها عدوى انتقلت لمن حولنا فيبدئوا بالتبسم من بعيد مشاركة لهذا الشعور اللطيف ، و بعد مرور الوقت تستلذ بوحدتك مع جمال احدى هذه المواقف مع هؤلاء الأشخاص في مخيلتك ليضحك قلبك ،بالفعل لا يهمني الآن سوى أن يضحك قلبي سعيداً بمن حوله و بمن يحتويه و بمن يصنع من بسيط الشيء مسرحاً له ليسعده و أنا له كذلك ،لطالما عشقت البساطة و البسطاء فسلاماً على أرواحنا و أرواحهم من غطرسة البشر.
* كاتبة، عضوة ، رابطة كاتبات الغد