مشاعر التفاؤل
بقلم الكاتبة / ميمونة العنزي *
البارحة وكالمعتاد كنت أتسامر مع مجموعة من الصديقات وتحدثنا عن دوامة الضغوط المتتالية التي تجتاح أحاسيس من الإحباط واليأس وتخفي ملامح البهجة .
تضع يديك على رأسك في محاولة من الهروب من هذه المعمعة المقيتة؛ كل شيء حولك تظن أنه يتحول إلى بوتقة سواد، ولو تمعنت قليلا داخل هذا السواد لوجدت ابتسامة خفية؛ ونوراً يشع من أحد الثقوب، وستجد نفسك طأطأت رأسك وجعلت هذه الغمامة تمر بسلام وأنت ترسل خلفها ابتسامة مشرقة.
كل ذلك يحدث بمزيد من التفاؤل الذي يعتبر نكهة الحياة.. والأمل الذي ترقبه النفس وتتأمل به الخير الكثير.
التفاؤل هو الوجه الآخر للتشاؤم والضياء الذي نرى به الحياة بألوان ربيعية في أقسى الظروف ونحتفظ بجمال الابتسامة.
ومعلم البشرية صلى الله عليه وسلم اخبرنا بأهمية التفاؤل حين قال (تفائلوا بالخير تجدوه) .
والتفاؤل ننجو به من الغرق في بحر الأفكار السلبية التي تؤدي بنا إلى عواقب ضارة بالمشاعر والأحاسيس التي هي وقود الروح للخوض في معارك الحياة..
التفاؤل هو مصب لكل انهزامات الحياة به نستشعر القدرة على مواصلة المسير والاستمتاع بمغامرة شاقة تنتهي بالوصول والراحة.
ولم يغفل القران عن بث روح التفاؤل وحسن الظن في النفس البشرية حيث قال سبحانه: " لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ".
وقوله: " إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ".
وقوله: " فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ" .
تمسكوا بحبل التفاؤل والأمل فلا عسر دائم ولا يسر دائم.
* مدربة في المجال الاجتماعي وتطوير الذات